عاجل

تأخير الصلاة عن وقتها… ما حكمه؟ وهل تقبل الصلاة بعد خروج وقتها؟

الصلاة
الصلاة

تُمثّل الصلاة عمود الدين، وركن الإسلام الثاني بعد الشهادتين، وقد جعل الله لها مواقيت محددة، يُعدّ الالتزام بها شرطًا من شروط صحتها عند جمهور الفقهاء. إلا أن كثيرًا من المسلمين قد يتهاونون في هذا الأمر، ويقعون في تأخير الصلاة عن وقتها، سواء بتكاسل أو انشغال، ما يطرح تساؤلات حول الحكم الشرعي لتأخير الصلاة، وحال من اعتاد ذلك دون عذر مشروع.

نصوص شرعية تحدد مواقيت الصلاة بدقة

قال الله تعالى:
“إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا” [النساء: 103]، أي أن الصلاة فرضت على المؤمنين في أوقات معلومة ومحددة، لا يُقبل إخراجها عنها عمدًا إلا لعذر قاهر.

كما جاء في الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
“سألت رسول الله ﷺ: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها”، مما يدل على أن أداء الصلاة في وقتها من أحب الأعمال إلى الله، وأقربها إلى القبول.

ما حكم تأخير الصلاة عمدًا؟

بحسب ما اتفق عليه جمهور العلماء، فإن تأخير الصلاة عن وقتها عمدًا، دون عذر شرعي معتبر، من كبائر الذنوب. وقد نص بعضهم على أنه من علامات النفاق، لا سيما إن اعتاد الإنسان ذلك.

يقول الله تعالى في ذم المنافقين:
“فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ” [الماعون: 4-5]، أي يؤخرونها عن وقتها أو يؤدونها بلا خشوع ولا اهتمام.

كما ورد عن النبي ﷺ أنه قال:
“العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” [رواه الترمذي والنسائي]، وهو حديث يدل على خطورة التهاون بالصلاة، مع اختلاف الفقهاء في تفسير الكفر هنا؛ هل هو كفر أكبر مخرج من الملة أم دون ذلك.

هل تقبل الصلاة بعد خروج وقتها؟

إذا أُخّرت الصلاة عن وقتها بعذر شرعي كالنسيان أو النوم، فإنها تُقضى فور تذكّرها أو الاستيقاظ، ولا إثم على صاحبها، لقوله ﷺ:
“من نسي صلاة أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك” [رواه مسلم].

أما إن أُخّرت عمدًا، فالصلاة يجب قضاءها، ولابد أن يقترن معها التوبة والنية على عدم العودة إلى الفعل ، والتهاون بالفرائض.
وبناءا على ذلك فإن : 
تأخير الصلاة عن وقتها بغير عذر من المحرمات المغلظة، وقد شدد الشرع على ضرورة المحافظة على المواقيت. وعلى المسلم أن يُدرك أن الصلاة ليست مجرد طقس، بل هي صلة بين العبد وربه، ومن ضيّعها عن وقتها فقد فرّط في عهد الله. ويُوصى كل مسلم بمجاهدة النفس على الالتزام بالمواقيت، والاستعانة بالتقوى والنية الصادقة، فما خاب من حافظ على صلاته، ولا أفلح من تهاون فيها

تم نسخ الرابط