عاجل

مع اقتراب العام الهجري الجديد.. تعرف على دعاء النبي للمدينة المنورة وأهلها

الهجرة
الهجرة

تحظى المدينة المنورة بمكانة عظيمة في قلوب المسلمين، ليس فقط لأنها كانت مهاجر النبي ﷺ ومقرّ دولته الأولى، بل لأنها حظيت بدعواته المباركة التي شملت أرضها وأهلها، وأكدت مكانتها الفريدة في الإسلام. وعلى مدار الأحاديث النبوية الصحيحة، تتجلى هذه المحبة النبوية للمدينة، وتظهر في دعائه ﷺ أن يجعل فيها البركة، كما تظهر في تحذيره من إيذاء أهلها، أو محاولة إخراجهم منها.

 دعاء بالبركة والحب في الله

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: “اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة” [رواه البخاري: 1889].
ويظهر في هذا الحديث دعاء صريح بالبركة للمدينة، التي كانت مأوى النبي ﷺ ومهد الدعوة بعد الهجرة، فقد أراد لها أن تنعم بمزيد من الخير والسكينة كما حظيت مكة من قبل.

حب المدينة المنورة.. من علامات الإيمان

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
“اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد…” [متفق عليه – البخاري 1889، مسلم 1376].
ويُظهر هذا الحديث مكانة المدينة في قلب النبي ﷺ، ودعاءه أن يغرس الله محبتها في قلوب أصحابه وأمته، وهو ما تحقّق بالفعل عبر التاريخ، إذ أصبحت المدينة وجهة للقلوب قبل الأقدام.

 المدينة المنورة.. مأمن من الطاعون والدجال

كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:
“على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال” [رواه البخاري: 1880، مسلم: 1379].
وفي هذا الحديث تأكيد على الحماية الإلهية التي أُحيطت بها المدينة، فجعل الله عليها حراسًا من الملائكة، يصونونها من الشرور العظيمة.

 تحذير من إيذاء المدينة وأهلها

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: “من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء” [رواه مسلم: 1370].
وهو تحذير شديد اللهجة لمن يضمر الأذى للمدينة أو لأهلها، وفيه تأكيد على أن الله يتولى الدفاع عنها ويدفع عنها الشر.

الصبر على المدينة.. شفاعة نبوية

جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
“لا يصبر أحد على لأوائها وشدّتها إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة” [رواه مسلم: 1378].
وفي هذا فضل عظيم لمن يسكن المدينة ويتحمل صعوبتها في سبيل محبة النبي ﷺ ومجاورته.

 المدينة موطن الإيمان والرجوع

وقال النبي ﷺ: “الإيمان يأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها” [رواه البخاري: 1876، مسلم: 147]، في دلالة على أن المدينة ستبقى موطن الإيمان، والملجأ الذي يلجأ إليه الدين إذا حورب في غيرها.

وفي ضوء هذه الأحاديث، تبرز المدينة المنورة ليس فقط كحاضرة إسلامية تاريخية، بل كمكان مفضّل عند الله ورسوله، دعا لها النبي ﷺ بالبركة والسلام، وتوعد من أراد بها سوءًا، وجعل من يسكنها ويصبر على مشقتها في كنف الشفاعة يوم لا ظل إلا ظله

تم نسخ الرابط