علماء الأزهر: من حافظ على الفجر كان في ذمة الله.. وتركها سببٌ للحرمان والظلمة

تبقى صلاة الفجر محطةً ربانية يومية، تُعيد التوازن، وتمنح القلب سكينة، وتربط العبد بخالقه مع أول خيوط الفجر.
ويُجمع علماء المسلمين على أن المواظبة على صلاة الفجر في وقتها من أعظم العبادات التي تُعلي من شأن المؤمن وترفع درجاته، لما لها من فضل كبير دينيًا وروحيًا واجتماعيًا.
نور في وجه المصلين.. ووقاية من النار
في الحديث الشريف، يقول النبي ﷺ:
“بشّر المشائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة” [رواه الترمذي].
وقد فسّر العلماء أن المقصود بالـ”مشاءين في الظُّلَم” هم الذين يخرجون لأداء صلاتي العشاء والفجر، حيث يكون الظلام غالبًا، فبشّرهم الله بنورٍ تامّ يوم لا ينفع مال ولا جاه.
كما قال ﷺ أيضًا:
“لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها” [رواه مسلم]،
في إشارة واضحة إلى فضل صلاتي الفجر والعصر، وكون المواظبة عليهما سببًا للنجاة من النار.
في ذمة الله.. تكريم رباني خاص
تُعد صلاة الفجر صلةً خاصة بين العبد وربه، ففي الحديث الصحيح:
“من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء” [رواه مسلم]،
أي أن من أداها دخل في عهد الله وحمايته طوال يومه، فلا يُصاب بمكروه إلا بإذن الله.
وأوضح علماء الأزهر ودار الإفتاء المصرية أن هذا الحديث يدل على ضمان إلهي بالحفظ والتوفيق في سائر الأعمال لمن حافظ على الفجر.
أداء الفجر في وقتها.. لا بعد الشروق
شددت دار الإفتاء في بيانها على أن صلاة الفجر يجب أن تؤدى قبل طلوع الشمس، وأن تأخيرها حتى ما بعد الشروق يُعتبر قضاءً وليس أداءً، ولا يحصّل صاحبه فضل الصلاة في وقتها.
ودعت الإفتاء المسلمين إلى ضبط مواقيت الاستيقاظ والاستعانة بالمنبهات، لأن التكاسل عن صلاة الفجر يُفقد العبد بركتها العظيمة.
فضلها على النفس والأسرة والمجتمع
لا يقتصر فضل صلاة الفجر على الثواب الأخروي فحسب، بل تنعكس آثارها على النفس والمجتمع، إذ أظهرت دراسات عديدة أن الاستيقاظ المبكر ينشّط الدورة الدموية، ويقلل من معدلات التوتر، ويزيد من التركيز العقلي.
كما أن التزام ربّ الأسرة بصلاة الفجر يزرع في الأبناء قدوة دينية قوية، ويخلق جوًا تربويًا محوره الانضباط والنية الصالحة، ويزيد من الروابط الأسرية القائمة على طاعة الله