دار الإفتاء: الغُسل شرط لصحة الصلاة بعد الحيض.. والنية واجبة

تُعد الطهارة من الحيض من أهم المسائل الفقهية التي تشغل النساء، نظرًا لارتباطها المباشر بصحة الصلاة والصوم وسائر العبادات. وقد أكدت دار الإفتاء المصرية وعدد من كبار العلماء أن الطهارة بعد الحيض لا تقتصر على مجرد انقطاع الدم، بل لا بد من الغُسل الكامل وفق شروطه المقررة شرعًا، حتى تصح العبادات.
فما هي خطوات الطهارة الصحيحة؟ وما هو التوقيت الأفضل؟ وما الأمور التي يجب الانتباه إليها؟
متى تجب الطهارة؟
أوضح علماء الأزهر أن الطهارة من الحيض تجب بعد التأكد من انقطاع الدم كليًا، وهو ما يُعرف بـ”الطهرة”، سواء ظهرت بعلامة الجفاف أو القَصة البيضاء، وهو سائل أبيض يظهر في نهاية الدورة.
وأوضحت دار الإفتاء أن على المرأة أن تتروى قبل الاغتسال حتى تتأكد من انتهاء الحيض، خاصة إذا كان متقطعًا أو غير منتظم.
خطوات الغُسل الكامل من الحيض
وفقًا للسنة النبوية، فإن الغسل من الحيض يشمل الأمور التالية:
1. النية: وهي أن تنوي الطهارة لرفع الحدث الأكبر، وتكفي النية بالقلب دون التلفظ بها.
2. غسل اليدين: في بداية الغسل، مع غسل الفرج وما علق به من أذى.
3. الوضوء الكامل: كما في الصلاة، مع تأخير غسل القدمين حتى نهاية الغسل – وهو الأفضل.
4. تعميم الماء على الجسد: تبدأ بسكب الماء على الرأس ثلاث مرات مع تدليك الشعر جيدًا حتى يدخل الماء إلى أصوله.
5. غسل الجانب الأيمن ثم الأيسر من الجسد.
6. غسل القدمين في نهاية الغُسل (إذا لم تُغسل في الوضوء).
وأكدت الإفتاء أن تعميم الماء على جميع الجسد شرطٌ أساسي، ولا يصح الغسل بدونه، مشددة على أهمية رفع كل ما يمنع وصول الماء إلى البشرة كالمكياج أو طلاء الأظافر.
هل يشترط استخدام الصابون أو الشامبو؟
أوضحت الجهات الدينية أن الغُسل الشرعي لا يتطلب استخدام صابون أو أي منظفات، وإنما الفيصل هو وصول الماء إلى سائر البدن. إلا أن استعمال مواد التنظيف لا بأس به بشرط عدم تعطيل الفرض الأصلي، وهو تعميم الماء.
التعجيل بالغسل بعد الحيض
أوصت دار الإفتاء بضرورة المسارعة إلى الاغتسال بمجرد تحقق الطهارة، وعدم تأخير الغسل دون عذر، لأن المرأة في هذه الحالة تكون غير طاهرة، ولا يجوز لها الصلاة أو مس المصحف أو دخول المسجد أو الصيام