عاجل

دار الإفتاء توضح شروط صلاة الجنازة على الغائب.. متى تُشرع؟

صلاة الجنازة
صلاة الجنازة

في بيان توعوي جديد، أوضحت دار الإفتاء المصرية الشروط الشرعية والضوابط الفقهية لصلاة الجنازة على الغائب، وهي الصلاة التي تُؤدى على المتوفى في بلدٍ آخر لا تُقام فيه صلاة الجنازة عليه، أو لم يُتمكن من الصلاة عليه لأسباب قهرية.

وأكدت الدار أن صلاة الجنازة على الغائب مشروعة في أحوالٍ مخصوصة، شريطة أن تتحقق الضوابط الفقهية التي أقرها جمهور العلماء، وعلى رأسهم الشافعية والحنابلة، مع الإشارة إلى اختلاف بعض المذاهب الأخرى في هذه المسألة.

 أصل مشروعية صلاة الغائب

وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن أصل مشروعية صلاة الغائب مستند إلى ما فعله النبي محمد ﷺ، حين صلى على النجاشي – ملك الحبشة – عند وفاته، مع أن جثمانه لم يكن حاضرًا، وذلك كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم:
“مات اليوم رجلٌ صالح – يعني النجاشي – فقوموا فصلُّوا عليه”.

وأضافت أن هذا الحديث يُعد الأساس الفقهي لمشروعية صلاة الجنازة على الغائب، لكنه لا يُفهم على إطلاقه، بل يُقيد بقيود وشروط حتى لا تُصبح الصلاة على الغائب عادة مطلقة، ما قد يؤدي إلى الابتداع أو تجاوز الأحكام.

متى تُشرع صلاة الغائب؟

وأوضحت دار الإفتاء أن صلاة الجنازة على الغائب تُشرع في الحالات التالية:

1 إذا تُوفي المسلم في بلد لا يُصلى فيه عليه، لعدم وجود مسلمين، أو عدم علم الناس بوفاته في الوقت المناسب.
2 إذا فاتت الناس الصلاة على المتوفى، كأن يُدفن بسرعة دون إبلاغهم، أو يُنقل إلى مكان بعيد لا يمكن الوصول إليه للصلاة.
3 إذا كان الميت ذا فضلٍ أو شأنٍ عام – كالعلماء أو المجاهدين أو القادة – ورأى الناس أن من حقه أن يُصلى عليه ولو غيابيًا، بشرط ألا يكون صُلِّي عليه سابقًا في مكان وفاته.

أما إذا صُلِّي عليه بالفعل في مكان موته، فلا تُعاد الصلاة عليه في بلدٍ آخر إلا عند الإمام الشافعي وبعض أهل العلم الذين قالوا بجواز ذلك لمن لم يصلّ عليه، بخلاف الحنفية والمالكية الذين لا يجيزون تكرار الصلاة على الجنازة بعد إتمامها.

 شروط صحة صلاة الغائب


وفيما يخص الشروط، فقد أوضحت دار الإفتاء أن لصلاة الجنازة على الغائب نفس شروط صلاة الجنازة الحاضرة، وهي:

• النية.
• الطهارة من الحدث والنجس.
• استقبال القبلة.
• الوقوف مع تكبيرات الصلاة الأربع.
• الدعاء للميت بعد التكبيرة الثانية.
• الصلاة على النبي ﷺ بعد التكبيرة الثالثة.
• الدعاء العام بعد الرابعة ثم التسليم.

كما يجب أن يكون الميت مسلمًا، ولا تصح صلاة الغائب على غير المسلم باتفاق الفقهاء.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الأصل في صلاة الجنازة هو الحضور والصلاة على الجثمان، وأن صلاة الغائب استثناء، تُراعى فيه الضرورة والحاجة، مشددة على أهمية عدم التوسع في أداء هذه الصلاة دون ضابط شرعي، تحقيقًا للانضباط الفقهي واتباعًا لهدي النبي ﷺ

تم نسخ الرابط