هل يجب على المرأة الغسل بعد عملية التلقيح الصناعي؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء

في ظل تطور وسائل الطب الإنجابي، واللجوء المتزايد إلى عمليات التلقيح الصناعي كحلٍّ لمشكلات العقم وتأخر الإنجاب، تطرح العديد من النساء تساؤلات فقهية دقيقة تتعلق بهذه العمليات، وعلى رأسها سؤال مهم:
هل يجب الغسل على المرأة بعد إجراء عملية التلقيح الصناعي؟ وهل تُعامل هذه العملية من الناحية الشرعية مثل الجماع الطبيعي الذي يوجب الغسل؟
الإفتاء: لا غسل إلا بواحد من أمرين
في هذا السياق، أكد الشيخ محمد كمال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الغسل لا يجب على المرأة بمجرد إجراء عملية التلقيح الصناعي، ما لم يتحقق أحد أمرين اثنين:
- إنزال المني بلذة
- إذا تحقق اللقاء الكامل (أي الجماع الكامل)
وبناءً عليه، أوضحت الإفتاء أن مجرد إدخال السائل المنوي في رحم المرأة بطريقة طبية، سواء عن طريق التلقيح الداخلي أو الخارجي، لا يوجب الغسل، طالما أن ذلك لم يُصاحبه إنزال من المرأة بلذة، أو جماع مباشر بينها وبين زوجها.
الأزهر الشريف: لا يُقاس التلقيح بالجماع
من جهته، أشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى أن الأصل في وجوب الغسل هو التقاء الختانين، أو الإنزال بشهوة، لقوله ﷺ:
“إنما الماء من الماء”
وحديث:“إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها، فقد وجب الغسل وإن لم يُنزل”
وبما أن التلقيح الصناعي لا ينطوي على أي صورة من صور العلاقة الحسية أو الإنزال الطبيعي من المرأة، فإنه لا يُوجب الغسل، وإنما يُعدّ إجراءً طبّيًا لا تختلف حُكمه عن حُكم إدخال أي مادة علاجية في الجسم.
بعض الحالات تستثنى
وأوضحت المؤسسات الدينية أنه في حال صاحب التلقيح إثارة جنسية أو إحساس باللذة نتج عنه إنزال، فإن الغسل يصبح واجبًا، ويُعامل حينها كأي حالة من حالات خروج المني بشهوة، وذلك استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: “إذا أنزل أحدكم فليغتسل”
أما إذا تم التلقيح تحت التخدير، أو دون إحساس، أو بمساعدة الأطباء من خلال أنبوب أو محقن طبي، فلا غسل على المرأة في هذه الحالة مطلقًا.
ما يجب على المرأة شرعًا بعد العملية
بناءً على ما سبق، فإن المرأة بعد التلقيح الصناعي تظل على طهارتها، ويجوز لها أن تصلي وتقرأ القرآن وتصوم، ولا يُطلب منها الغسل إلا إذا وقع إنزال بلذة أو جماع كامل بينها وبين زوجها.
وخلصت دار الإفتاء إلى القول إن هذه المسألة من الأحكام المبنية على فهم دقيق لطبيعة الطهارة والحدث الأكبر في الفقه الإسلامي، مشددة على أن المرأة التي لم يحصل منها إنزال أو علاقة زوجية، لا يجب عليها الغُسل لمجرد خضوعها لعملية التلقيح