عاجل

فضل التبكير إلى صلاة الجمعة.. عبادة مغفول عنها وأجر عظيم بانتظار المبكرين

الجمعة
الجمعة

في ظل الزحام والانشغالات اليومية، يغفل كثير من المسلمين عن سنة عظيمة من سنن يوم الجمعة، وهي التبكير إلى صلاة الجمعة، رغم ما ورد في فضلها من نصوص صريحة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، تبين أن لها أجرًا عظيمًا ومكانة مميزة بين سائر الأعمال الصالحة.


فضل التبكير إلى صلاة الجمعة:

تؤكد مصادر فقهية أن التبكير إلى صلاة الجمعة من السنن المهجورة التي غفل عنها كثير من الناس، بالرغم من عظيم فضلها. فقد شبَّه النبي ﷺ المبكرين إلى الجمعة بالمتقربين إلى الله بأجود القربات، وبيَّن أن كل من جاء إلى المسجد في وقت أبكر، كُتب له أجر أعظم، لا يتساوى مع من تأخر.

 

ويُستدل على هذا الفضل بما رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر.”

 

ويُفسر العلماء هذا الحديث بأن التبكير يبدأ من وقت الضحى، وأن “الساعة الأولى” هنا ليست ستين دقيقة كما في التقسيم الزمني الحديث، وإنما يقصد بها فترات متتابعة من وقت ارتفاع الشمس إلى دخول الإمام. فكلما بكر المسلم في الذهاب إلى المسجد، نال أجرًا أعظم، يدل عليه نوع القُربان المذكور في الحديث.

 

كما أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتاواها أن التبكير إلى الجمعة لا يقتصر أجره على مجرد الجلوس في المسجد، بل يشمل الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب، ثم التوجه بخشوع وسكينة إلى المسجد، وانتظار الصلاة بذكر الله وتلاوة القرآن. وأشارت إلى أن كل خطوة يخطوها المسلم إلى المسجد تُكتب له حسنة، وتُرفع له بها درجة، وتُحط عنه بها خطيئة.

وبحسب ما ورد في بعض الأحاديث، فإن الملائكة تقف على أبواب المساجد يوم الجمعة، تُسجل الداخلين بحسب أوقات حضورهم، فإذا صعد الإمام على المنبر طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الخطبة، فلا يُكتب لمن حضر بعد ذلك في صحيفة المُبكرين. وهذا دليل على عظيم قدر هذه السنّة وأهميتها.


آراء بعض الفقهاء:

ويرى الفقهاء أن التبكير ليس واجبًا، لكنه سُنّة مؤكدة، ومظهر من مظاهر تعظيم شعائر الله. وهو أيضًا فرصة لمن أراد أن يغتنم لحظات الصفاء الروحي، ويُكثر من الدعاء والاستغفار في هذا اليوم المبارك، لا سيما أن فيه ساعة لا يُرد فيها الدعاء، كما ثبت في الحديث الصحيح.

وختامًا، فإن التبكير إلى صلاة الجمعة يُعد من الأعمال التي تجمع بين الأجر والثواب، وتُظهر تعلق العبد ببيوت الله، وحرصه على تعظيم الشعائر. وهو سنة نبوية حث عليها الإسلام، وبيّن فضلها، ودعا إلى إحيائها، خاصة في زمن كثرت فيه الانشغالات وتراجعت بعض السنن عن واقع التطبيق العملي

تم نسخ الرابط