من فاتته صلاة الجمعة.. كيف يقضيها؟ “الإفتاء” توضح الطريقة الصحيحة والتوقيت

يعد يوم الجمعة من افضل الأيام عند الله عز وجل لما فيه من شعائر خاصة أولها صلاة الجمعة وقد يجد بعض المسلمين أنفسهم وقد فاتهم أداء صلاة الجمعة، سواء بسبب ظروف العمل، أو السفر، أو النوم، أو حتى النسيان. وهنا يبرز السؤال الذي يتكرر كثيرًا: ما الحكم الشرعي لمن فاتته صلاة الجمعة؟ وكيف يمكنه قضاؤها؟
وفي هذا الإطار، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم ذكر، بالغ، عاقل، مقيم، وقادر على الذهاب إلى المسجد، وهي لا تُترك إلا لعذر معتبر شرعًا، كالمرض أو السفر، مؤكدةً أن من فاتته الجمعة يجب عليه أن يصليها ظهرًا أربع ركعات، وهي بديل عن الجمعة في حال عدم حضورها.
صلاة الظهر بدل الجمعة
بحسب ما جاء في توضيحات الإفتاء، فإن من لم يُدرك صلاة الجمعة كاملة، ولم يصلّها مع الإمام، لأي سبب كان، فإنه يصليها ظهرًا أربع ركعات، وهو ما أجمع عليه جمهور الفقهاء. فالجمعة صلاة جماعية ذات خطبة وشروط خاصة، فإذا لم تتحقق هذه الشروط، فإن الصلاة تتحول تلقائيًا إلى ظهر.
وبذلك، من دخل المسجد بعد أن فرغ الإمام من الخطبة والصلاة، أو لم يتمكن من الحضور أصلًا، فعليه أن يصلي الظهر، سواء في المسجد أو في بيته، بحسب ظروفه.
متى تُصلى الظهر بدلاً من الجمعة؟
أوضحت الإفتاء أن وقت أداء صلاة الظهر بدل الجمعة يبدأ من بعد زوال الشمس مباشرة – أي نفس توقيت دخول وقت الجمعة – ويمتد حتى أذان العصر. فإن فات المصلي هذا الوقت لعذر، جاز له قضاؤها، أما إن تعمد التأخير دون عذر، فهو آثم، ويجب عليه التوبة والاستغفار.
كما نبهت إلى أنه لا يُشترط أداء صلاة الظهر في جماعة لمن فاتته الجمعة، وإن كان أداء الصلاة في جماعة في المسجد أفضل وأعظم أجرًا، إلا أن الفرد يمكنه أن يصليها منفردًا إن تعذر عليه اللحاق بالجماعة.
هل من أدرك ركعة واحدة يُعتبر مدركًا للجمعة؟
أشارت دار الإفتاء إلى أنه وفقًا لرأي الجمهور، فإن من أدرك مع الإمام ركعة واحدة من صلاة الجمعة، فقد أدرك الجمعة، ويتم صلاته ركعتين فقط، لما ورد عن النبي ﷺ:
“من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة”
(رواه أبو داود والترمذي).
أما من لم يدرك إلا أقل من ركعة – كأن دخل المسجد بعد رفع الإمام من الركوع في الركعة الثانية – فلا يُحسب له الجمعة، ويصليها ظهرًا أربع ركعات.
ماذا عن من تعمد ترك الجمعة دون عذر؟
شددت الإفتاء على أن ترك صلاة الجمعة دون عذر كبيرة من الكبائر، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ:
“لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين”
(رواه مسلم).
وهو تحذير شديد لمن يستهين بشعيرة الجمعة ويتكاسل عن حضورها.
وبناءا على ذلك :
- من فاتته الجمعة بعذر: يصلي الظهر أربع ركعات ولا إثم عليه.
- من أدرك ركعة مع الإمام: يتمها ركعتين وتُحسب له جمعة.
- من أدرك أقل من ركعة: يصليها ظهرًا أربعًا.
- من ترك الجمعة عمدًا: عليه التوبة، ويقضيها ظهرًا، مع عزم الالتزام مستقبلًا.
وهكذا، تبيّن أن الإسلام دين يراعي أحوال الناس، لكنه في ذات الوقت يعظّم شعائر الله، ويحثّ المسلمين على الالتزام بها، خاصة صلاة الجمعة التي هي من أعظم أركان الأسبوع وأقوى مظاهر وحدة المسلمين واجتماعهم على الذكر والطاعة