باحث فى الشأن الإيرانى : الحرب بين تل أبيب وطهران لم تصل إلى ذروتها

قال أحمد فاروق، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إن الحرب الدائرة حاليًا بين إيران وإسرائيل لم تصل بعد إلى ذروتها، مشيرًا إلى أن المرحلة الأخطر قد تبدأ حال أقدمت إسرائيل على استهداف المفاعلات النووية الإيرانية، ولا سيما منشأة "فوردو" شديدة التحصين.
وأوضح فاروق أن "التصعيد مستمر خطوة بخطوة؛ إسرائيل تبادر بالضربات، وإيران ترد في محاولة لمعادلة الكلفة والألم بين الطرفين"، مشددًا على أن الطرفين حتى الآن لا يرغبان في الدخول في حرب شاملة.
وأضاف في تصريحات ل نيوز روم : "الوحيد الذي يبدو راغبًا في التصعيد الشامل هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مدفوعًا بأوهامه وطموحاته السياسية المرتبطة بالأزمة الداخلية التي يواجهها داخل إسرائيل".
وأشار الباحث، إلى أن إيران تدرك خطورة الحرب المفتوحة على أمنها واستقرارها الداخلي، لذلك تتجنب التصعيد غير المحسوب، وتسعى لإدارة الأزمة بما يتماشى مع مصالحها دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.
وعن الموقف الدولي، أكد فاروق أن "إسرائيل شنت عدوانًا دون سند قانوني، ولم تخطر مجلس الأمن الدولي، في حين أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران لا يُشكل ذريعة قانونية كافية لتبرير الهجوم"، مشيرا إلى أن القوى العالمية مطالبة الآن بالتحرك وفق قواعد القانون الدولي، وإلزام إسرائيل بالتراجع قبل أن تدخل المنطقة في دوامة يصعب الخروج منها.
انطلقت شرارة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل فجر الجمعة الماضي، حين شنت تل أبيب هجومًا واسعًا استهدف مواقع عسكرية ونووية إيرانية في محافظتي أصفهان والأهواز، بينها منشآت قريبة من منشأة "نطنز" النووية، بحسب تقارير إعلامية متقاطعة.
وردّت طهران بعد ساعات بإطلاق موجة من الصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت مناطق مختلفة داخل إسرائيل، في أول هجوم مباشر من إيران على الأراضي الإسرائيلية، في سابقة لم تحدث منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وقد تبنّت إيران الهجوم بشكل رسمي، واعتبرته ردًا على ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي السافر".
ومنذ ذلك الحين، يشهد الإقليم حالة من التوتر الحاد، وسط مخاوف من توسع رقعة الحرب إلى دول أخرى، خاصة مع تحريك واشنطن لقواتها في المنطقة، وتكثيف الاتصالات السياسية والدبلوماسية لاحتواء الموقف