باحث في شئون الجماعة الإرهابية: الإخوان تنظيم تأسس على يد الاستخبارات الأجنبية

قال إبراهيم ربيع، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن جماعة الإخوان ليست تنظيمًا مستقل الإرادة، بل تأسست منذ نشأتها لتكون أداة وظيفية في يد أجهزة استخبارات دولية، على رأسها المخابرات البريطانية (MI5) التي دعمت إنشاء التنظيم، قبل أن تنتقل رعايته لاحقًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية عقب حرب أكتوبر 1973.
تنفيذ أجندات خارجية
وأوضح "ربيع" خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد مصطفى شردي، ببرنامج “الحياة اليوم”، المذاع عبر قناة الحياة، اليوم، أن الجماعة عملت منذ تأسيسها على تنفيذ أجندات خارجية، ولا تعكس إرادة شعبية أو فكرًا وطنيًا، بل تخضع بالكامل لتوجيهات ورعاية من يدعمها ماليًا وسياسيًا، معتبرًا أن تأثيرها في الإقليم بدأ يتآكل بعد أن فقدت قدرتها على الفعل.
وأشار إلى مفارقة لافتة في التوقيت الحالي، حيث تعيش الجماعة على أطلال الماضي، بينما تظهر تسريبات من داخل الكونغرس الأمريكي بشأن مشروع قانون يهدف إلى تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، وهو ما اعتبره تطورًا خطيرًا "لو تم تمريره، سيكون بمثابة ضربة قاصمة للتنظيم".
وأكد ربيع أن مصر، بصفتها دولة التأسيس وذات الثقل الأكبر داخل التنظيم الدولي، كانت وستظل "الجائزة الكبرى" التي سعت الجماعة للسيطرة عليها، إلا أن ما وصفه بـ"الزلزال السياسي" في 30 يونيو 2013، وما تبعه من إنهاء حكم الإخوان في 3 يوليو، أضعف بنيان التنظيم وامتداداته في المنطقة والعالم.
20 عضوًا يمثلون مختلف دول العالم
وأضاف أن التنظيم الدولي يتكون من نحو 20 عضوًا يمثلون مختلف دول العالم، بينهم 12 من مصر وحدها، ما يؤكد مركزية الدور المصري في إدارته، لكنه اليوم يواجه انحسارًا متزايدًا بفعل الوعي الشعبي والتحركات الأمنية والدبلوماسية المصرية.
وختم ربيع بأن الجماعة أصبحت عبئًا على الدول التي تأويها، وأن تقارير استخباراتية ودراسات حديثة – من بينها دراسة فرنسية حديثة – بدأت تدق ناقوس الخطر بشأن تأثيرها السلبي على الأمن القومي، والنسيج الاجتماعي، ومبادئ المواطنة وسيادة القانون.
وفي أعقاب 30 يونيو، قاد أنصار الجماعة سلسلة من الهجمات على أقسام الشرطة والمنشآت العامة، إذ شهدت محافظات عدة اقتحام أقسام مثل كرداسة ودهشور، وقتل ضباط شرطة وسحلهم. كما ارتكبت الجماعة جريمة غير مسبوقة بإحراق عشرات الكنائس، أبرزها كنيسة مارجرجس في سوهاج وكنيسة العذراء في المنيا، في محاولات طائفية لإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.
خرجت قيادات الإخوان وعلى رأسهم محمد بديع وخيرت الشاطر وصفوت حجازي على المنصات يدعون للدم، ملوّحين بالحرب الأهلية إذا تم عزل مرسي. وقال بديع في أحد خطاباته: "الشرعية أثمن من الحياة"، في إشارة مباشرة إلى الاستعداد لإشعال البلاد حفاظًا على كرسي الحكم.