باحث فى الشأن الإيرانى : لا يمكن التنبؤ بنهاية الحرب بين إيران وإسرائيل

استبعد محمد خيري، الباحث في الشؤون الإيرانية مدير وحدة الفكر الإيراني في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إمكانية التنبؤ بموعد لانتهاء الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، في ظل استمرار التصعيد وغياب رؤية واضحة حول مدى انخراط الولايات المتحدة الأمريكية في الصراع.
وجود تحركات دبلوماسية قد تؤثر على مسار الحرب
وقال خيري، في تصريحات خاصة لـ"نيوز روم" ، المؤشرات الراهنة توحي باحتمالية انخراط واشنطن رسميًا في المواجهة خلال الفترة القريبة، لا سيما بعد نشر قاذفات استراتيجية أمريكية في قاعدة "دييجو جارسيا" بالمحيط الهندي، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى وجود تحركات دبلوماسية قد تؤثر على مسار الحرب، من أبرزها اللقاء المرتقب غدًا في سويسرا، الذي سيجمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكون، إلى جانب وزراء خارجية دول أوروبية.
وأوضح خيري، أن التقديرات تشير إلى أن كلًا من إسرائيل والولايات المتحدة تسعيان، عبر هذه الحملة العسكرية المكثفة، إلى منع إيران من امتلاك برنامج نووي مستقل، رغم أن واشنطن هي من أسست هذا البرنامج في بداياته. وأضاف أن تمسّك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم تحت إشراف دولي وأممي، يزيد من تعقيد المفاوضات مع واشنطن، وهو ما يشكّل أحد المرتكزات التي قامت عليها الحرب الحالية.
انطلقت شرارة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل فجر الجمعة الماضي، حين شنت تل أبيب هجومًا واسعًا استهدف مواقع عسكرية ونووية إيرانية في محافظتي أصفهان والأهواز، بينها منشآت قريبة من منشأة "نطنز" النووية، بحسب تقارير إعلامية متقاطعة.
ورغم أن إسرائيل لم تعلن رسميًا مسؤوليتها عن الضربات، فإن مصادر غربية وإيرانية أشارت إلى أن العملية كانت بمشاركة طائرات مسيّرة وصواريخ دقيقة، ما أسفر عن أضرار كبيرة، بعضها في منشآت تحت الأرض.
وردّت طهران بعد ساعات بإطلاق موجة من الصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت مناطق مختلفة داخل إسرائيل، في أول هجوم مباشر من إيران على الأراضي الإسرائيلية، في سابقة لم تحدث منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وقد تبنّت إيران الهجوم بشكل رسمي، واعتبرته ردًا على ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي السافر".
ومنذ ذلك الحين، يشهد الإقليم حالة من التوتر الحاد، وسط مخاوف من توسع رقعة الحرب إلى دول أخرى، خاصة مع تحريك واشنطن لقواتها في المنطقة، وتكثيف الاتصالات السياسية والدبلوماسية لاحتواء الموقف.