عاجل

استشاري صحة نفسية: "التيك توك" يصطاد المراهقين نفسيًا.. والعلاقة الأسرية الحل

تيك توك
تيك توك

حذر الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، من تداعيات الإهمال العاطفي والفراغ الذهني للمراهقين، الذي يجعلهم فريسة سهلة لتحديات السوشيال ميديا الخطيرة، مثل "تحدي استنشاق المواد الكيميائية".

المراهقون في مرمى الخطر

كشف هندي في مداخلة هاتفية لقناة "اكسترا نيوز" أن 80% من ضحايا هذه التحديات تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 17 عامًا، مستندًا إلى إحصاءات مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي (CDC)، التي تُسجل وفاة 100-200 مراهق سنويًا بسبب تحديات المنصات.

و أضاف أن الدوافع النفسية تشمل  الرغبة في إثبات الذات بسبب غياب التعزيز الأسري للمهارات، الفراغ الذهني نتيجة انعدام الأنشطة الثقافية والرياضية البديلة والسعي للإثارة لتعويض نقص البهجة في الحياة الواقعية. 

الصدمة الأسرية

وقدم الاستشاري نموذجًا صادمًا لتراجع الدور الأسري، مشيرًا إلى أن  بعض الأسر لم تعد تلتزم بالمتابعة اليومية لأبنائها، مثل ملاحظة تغيرات المظهر (الهالات السوداء، التهاب العين) أو السلوك، وان  المراهق يحتاج إلى عين حلوة (مراقبة حانية)، لا عين زرقاء (عقابية)،منوهَا ان غياب الحوار وجهًا لوجه يجعل المراهق يلجأ إلى السوشيال ميديا بحثًا عن التأجير الاجتماعي.

وأوصى هندي بخطوات عملية لمواجهة الظاهرة، أبرزها  بناء صداقة حقيقية مع  ابنك 7 سنوات (كما قال النبي) ، مع تجنب أسلوب الترهيب،و ملء الفراغ الذهني لتشجيع زيارة المتاحفو المشاركة في أنشطة مجتمعية، ومتابعة الأفلام الوثائقية معًا، بالاضافة الي  التوعية بالمخاطر شرح عواقب التحديات الخطيرة عبر أمثلة واقعية دون تخويف مبالغ فيه، مع مراقبة غير مباشرة تتبع التغيرات الجسدية والنفسية، ومراقبة دائرة الأصدقاء. 

و كشف هندي أنحالات الوفاة بسبب تحديات السوشيال ميديا في ازدياد، منها حالة ابنة إعلامية شهيرة تعرضت لتحدٍ مميت قبل عام.،وان المنصات تستغل حاجة المراهق للانتماء عبر تقديم محتوى يُشعره بأهميته لحظيًا. 

واختتم استشاري الصحة النفسية، حديثه  بضرورة تضافر جهود الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام لتعزيز الوعي، مع تطوير آليات رقابية ذكية للمحتوى الخطير، مؤكدًا أن المراهقين ليسوا مشكلة، بل ضحايا لغياب الرعاية. 

في سياق سابق ، كشفت دراسة حديثة أجرتها صحيفة "The Guardian" أن منصة تيك توك باتت مليئة بالمعلومات المضللة المتعلقة بالصحة النفسية، مما يثير مخاوف حول تأثيرها على المستخدمين. 

وأوضحت الدراسة أن 52 من بين 100 فيديو تحمل وسم #mentalhealthtips تحتوي على معلومات غير دقيقة، وذلك وفقًا لفريق من المتخصصين في مجال الصحة النفسية.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه الفيديوهات تتناول موضوعات مثل القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والصدمات النفسية، وغيرها من الحالات المتعلقة بالصحة النفسية. 

ووفقًا للخبراء، فإن هذه المحتويات توهم المستخدمين بوجود طرق علاجية سريعة أو قواعد عامة لعلاج المشكلات النفسية، مما قد يؤدي إلى تفاقم مشاعر الفشل والإحباط لديهم.

أبرز أنماط المعلومات المضللة


حدّد الخبراء أربعة أنماط رئيسية في المحتوى المضلل المنتشر على تيك توك:

تصوير المشاعر الطبيعية على أنها اضطرابات: تتناول بعض الفيديوهات حالات مثل الشعور بالإرهاق أو القلق البسيط على أنها علامات واضحة لاضطرابات نفسية خطيرة، مما يدفع المشاهدين للاعتقاد بأنهم يعانون من مشاكل أكثر تعقيدًا مما هي عليه بالفعل.

سوء استخدام المصطلحات النفسية: يتم تداول مفاهيم خاطئة حول الأمراض النفسية واستخدام مصطلحات مثل "الإساءة" في سياقات غير دقيقة، ما يشوه الفهم العام للصحة النفسية.

علاجات غير مثبتة علميًا: تعد هذه الفئة الأكثر انتشارًا، حيث تروج بعض الفيديوهات لعلاجات غير مدعومة بأدلة علمية، مثل الادعاء بأن نوعًا معينًا من المكملات يمكنه علاج القلق، أو أن هناك طريقة سريعة للتخلص من الصدمات في ساعة واحدة فقط.

الاعتماد على التجارب الشخصية: يقدم بعض صناع المحتوى نصائح علاجية بناءً على تجاربهم الشخصية فقط، دون استناد إلى حقائق علمية، مثل التوصية بالحجز في المصحات النفسية بناءً على تجربة فردية.

رد تيك توك على الدراسة


من جانبها، أكدت منصة تيك توك أنها تعمل على إزالة المحتوى غير الدقيق والضار، مشيرة إلى أنها تتعاون مع منظمة الصحة العالمية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا لتوفير معلومات موثوقة حول الصحة النفسية.

وفي بيان رسمي، قال متحدث باسم تيك توك: "هذه الدراسة تتجاهل حرية التعبير وتقترح أن المستخدمين لا ينبغي لهم مشاركة قصصهم الشخصية". وأضاف أن التطبيق يزيل 98% من المحتوى الضار قبل الإبلاغ عنه.

مخاوف بشأن تأثير المعلومات الخاطئة


يثير انتشار المحتوى المضلل على وسائل التواصل الاجتماعي قلق الخبراء، خاصة مع تزايد عدد المستخدمين الذين يعتمدون على هذه المنصات للحصول على المعلومات. وفي الوقت الذي تسعى فيه تيك توك لمكافحة المحتوى غير الدقيق، يرى البعض أن الجهود المبذولة لا تزال غير كافية.

ويرى المختصون أن التحقق من صحة المعلومات من مصادر موثوقة يظل أمرًا بالغ الأهمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية، حيث يمكن أن تؤثر النصائح غير الدقيقة بشكل سلبي على حياة الأشخاص الذين يبحثون عن الدعم والعلاج.

تم نسخ الرابط