عاجل

باحث سياسي: فرض عقوبات أوروبية على وزيرين إسرائيليين رسالة لوقف التصعيد

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي

علق الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، على فرض عقوبات أمريكية وأوروبية على وزيرين إسرائيليين معتبرًا أنها خطوة "رمزية أكثر منها واقعية"، لكنها تحمل رسائل سياسية مهمة لحكومة بنيامين نتنياهو

 واوضح دكتور طارق في مداخلة  هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، تداعيات هذه العقوبات والتطورات الداخلية في إسرائيل، بما في ذلك نقاشات حل الكنيست، وموقف الولايات المتحدة من الحرب على غزة. 

العقوبات رسالة ضغط دون تأثير ملموس 

وأكد دكتور فهمي أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، بالتعاون مع أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، على وزيري المالية والأمن الداخلي الإسرائيليين، "بيتسيل سموتريتش" و"إيتمار بن غفير"، تندرج في إطار الضغط السياسي، وليس لها تأثير اقتصادي أو قانوني ملموس. 

وأوضح ان الاتهام الموجه للوزيرين بمخالفة القواعد المنظمة للتعاملات الاقتصادية والمالية هو ذريعة، لكن الهدف الحقيقي هوإرسال رسالة إلى حكومةنتنياهو بأن التصعيد الاستيطاني والعنف قد يعرض إسرائيل لعقوبات أوسع، ربما تشمل جوانب سياسية وقانونية.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع تحركات دولية أخرى، مثل التحضير لمؤتمر دولي في الأمم المتحدة حول حل الدولتين، مما يعكس زخمًا دوليًا لإجبار إسرائيل على مراجعة سياستها العدوانية المخالفة للقانون الدولي والإنساني. 

الداخل الإسرائيلي

تطرق إلى التطورات الداخلية في إسرائيل، و الانقسامات وحل الكنيست، خاصة التصويت على القراءة الأولى لحل الكنيست، قائلًا: هذه خطوة أولية قد تؤدي إلى انتخابات مبكرة، لكن نتنياهو سيحاول تعطيلها أو تأخيرها لاستمراره في السلطة. 

وأضاف أن الانقسامات بين الأحزاب الدينية والعلمانية تشكل تحديًا لاستقرار الائتلاف الحاكم، حيث تمتلك الكتل الدينية نفوذًا كبيرًا (18 مقعدًا من أصل 120)، مما يجعلها قادرة على تفجير الأوضاع إذا شعرت بأن مصالحها مهددة. 

ولفت إلى أن الجميع في إسرائيل متفقون على ضرورة حسم اليوم التالي في غزة، بغض النظر عن الخلافات الداخلية، مما يعني أن تغييرًا جذريًا في السياسة العسكرية غير متوقع قريبًا. 

العلاقة الأمريكية الإسرائيلية 

وقال دكتور فهمي إن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطًا حقيقيًا لإنهاء الحرب علي قطاع غزة. 

وكشف أن المحادثة الهاتفية الأخيرة بين نتنياهو وترامب (التي استمرت 40 دقيقة) ركزت على طمأنة الإسرائيليين بأن المفاوضات مع إيران "ستسير وفق المخطط الأمريكي، مما يؤكد أن الأولوية لواشنطن هي الملف النووي الإيراني وليس إنهاء الحرب في غزة. 

لماذا لا تضغط أمريكا على إسرائيل؟ 

أجاب أستاذ العلوم السياسية عن هذا السؤال بالقول: هناك تواطؤ أمريكي على استمرار الحرب، رغم الدعوات الدولية لوقفها، مستشهدًا  بعدم تحريك واشنطن لأدوات ضغط حقيقية مثل تعليق المساعدات العسكرية، و   تواجد ضباط أمريكيين في آلية توزيع المساعدات بغزة مما يعطي شرعية غير مباشرة للعمليات الإسرائيلية ، بالاضافة الي انشغال الإدارة الأمريكية بقضايا أخرى (مثل الانتخابات والحرب الأوكرانية). 

و اختتم دكتور  فهمي حديثه ، بالحديث عن المؤتمر الدولي حول حل الدولتين المزمع عقده في الأمم المتحدة، معتبرًا أن الاعتراف بدولة فلسطينية (ولو رمزيًا) قد يعيد القضية إلى الواجهة، لكنه حذر من أن "الخطوات العملية تتطلب إرادة أمريكية غائبة حاليًا، مشددًا   على أن إدارة الصراع شيء وحله شيء آخر، منتقدًا التوجه نحو اتفاقات مرحلية (مثل هدنة 60 يومًا)، ودعا إلى مسار واضح يبدأ بوقف إطلاق النار وينتهي بإعلان الدولة الفلسطينية.

تم نسخ الرابط