عاجل

9 سنوات لا يرى النور..علاء سمير السروجي الكفيف الذي زين الحمير للناظرين

علاء سمير
علاء سمير

في محافظة القليوبية وفى محل بسيط منحه له أحد جيرانه بدون مقابل، يعمل علاء سمير عبد البديع ابن محافظة الشرقية البالغ من العمر ٤٨ عاما والذى يعيش حاليا بمدينة شبين القناطر مع زوجته وابنائه، والذى تحولت حياته وفقا لتعبيره الى جحيم لفترة من الزمن بعد أن فقد بصره عام ٢٠١٦ أى منذ قرابة ال ٩ سنوات .

 

يقول «علاء»: «وقتها فقدت الأمل في كل شيء ولم أرى ماذا أفعل في حياتى التى تغيرت رأسا على عقب فأصبحت أعيش على الدنيا وكأنني "ميت" حتى قررت أن أجلس مع نفسي.. وقلت أنا ماهر في مهنتى ولكننى الآن لا أرى وكيف أستطيع استخدام الأدوات من مقص وشاكوش ومسله وغيرها من مستلزمات المهنة بدون رؤية وقررت أن أخوض التجربة».

وتابع «احضرت أدواتى وجلست في الشارع بحثت عن عودة الأمل وأبدأ رحلة البحث عن الرزق للإنفاق على أسرتى وكانت البداية في حضور أحد الزبائن والذى احضر لى " رقبية" للحصان والتى توضع حول رقبة الحصان والحمار لحمايتها واضفاء لمسة جمالية عليه وخاصة للمهتمين بالخيول وتربيتها وخاصة الخيل  العربي وكذلك الحمير» .

وأضاف «مع أول طلب للرزق وعودة الأمل للحياة مجددا معتمدا على نور البصيرة والعودة للعمل في صناعة كافة اكسسورات الخيول استحيت ان ارفض طلبه وقلت له  اتركها، وعندما تركها لى جلست أفكر اعملها إزاى أعيش معاها ازاى وأنا لا أرى..بعدها احضرت المسامير والأدوات وغيرت الكسوة بالكامل والحمد لله طلعت حلوة.. لذا قررت بعدها ان استمر في العمل وامشي وسط الناس باحثا عن رزق اسرتى حتى توقفت رحلة السير في مكانى الحالة».

 وتابع: «الجميع لم يكن ليصدق اننى اعمل في تلك المهنة وكيف أمسك بالمسلة والضم الخيوط والألياف واخيط قطع القماش والجلود بدون رؤيتها.. ومع الوقت انزل الله محبتى في قلوب الناس وبدأوا في إحضار كل مستلزمات الخيول والحمير لاصنعها لهم، واصلح التالف منها وكانوا يحضرون لى اكسسورات ربما لا تصلح للاصلاح فالتلف نال منها بالكامل ولكننى بفضل الله كنت اعيدها لحالتها الاولى وبمهارة وبأجر بسيط فانا ارضى بقليل الرزق واسعد به فقد كان همى ان اعمل واعود وسط الناس ولم يكن هدفى جمع المال.. فقد تعلمت هذه المهنة من والدى واجدادى وكنت احبها وابدع فيها».

وأضاف «عندما وجدنى احد المواطنين أعمل في الشارع منحنى هذا المحل وقال لى اعتبره مكانا للرزق وبدأت رحلة العودة للحياة من جديد من أجل الانفاق على ٣ أبناء وعلى تعليمهم ففقدانى البصر لم يكون ولن يكون سببا في فقدانهم لمدارسهم وتعليمهم وواصلت العمل من أجل اسرتى داعيا الله ألا يحوجنى لأحد ».

وناشد علاء السروجى الكفيف وزير الصحة للتدخل وعلاجه وإعادة نور عينيه الذى فقده دون مقدمات، فقد استيقظ فاقد البصر منذ ٩ سنوات معقبا بقوله «لو وزير الصحة شايفنى ياريت يعالجنى ويبقي كتر خيره» ،مضيفا: «أنا فقدت بصرى لكن أرى بقلبي وبعقلى وهذه نعمة من الله عز وجل اشكره عليها» .

واختمم «الاعاقة ليست في البصر ولكن الإعاقة في العقل والتفكير ولا املك إلا أن اشكر الله على كل ما منحنى اياه من نعم البصيرة».

تم نسخ الرابط