عاجل

مستشارة شيخ الأزهر : الوقف والذكاء الاصطناعي ركيزتان لتطوير التعليم الإسلامي

الدكتورة نهلة الصعيدي
الدكتورة نهلة الصعيدي

شاركت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، اليوم الاثنين، في فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للمعاهد الإسلامية (3rd ICOP) المنعقد بإندونيسيا، حيث ألقت كلمة تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعي والوقف في خدمة التعليم الإسلامي: رؤية أزهرية مستقبلية".

مؤسسة علمية عالمية

وأشادت الصعيدي بدور الأزهر الشريف بوصفه مؤسسة علمية عالمية عريقة، مؤكدة أن مشاركتها في هذا المؤتمر يعكس حرص الأزهر على مواكبة التحولات المعرفية والتقنية المعاصرة، والبقاء في طليعة المؤسسات الداعمة للتجديد المسؤول في الفكر والتعليم.

الدكتورة نهلة الصعيدي
الدكتورة نهلة الصعيدي

وسلطت الصعيدي الضوء على التأثير العميق والمتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في طرق التفكير والتعلم، مبيّنة أن نظام الوقف الإسلامي – بمرونته وتجذره – يشكل أداة حيوية لاحتضان هذه الثورة الرقمية وتوجيهها نحو تعزيز التعليم الإسلامي وحماية هويته.

منظومة متكاملة 

وبيّنت أن التصور الإسلامي للتعليم يقوم على منظومة متكاملة تنطلق من العقيدة، وتشكل العقل والوجدان معًا، مشيرة إلى أن الحضارة الإسلامية أنشأت عبر التاريخ أعظم مراكز العلم، مثل بيت الحكمة ببغداد، وجامع الزيتونة، وجامع القرويين، والجامع الأزهر الذي بقي منارة علمية لأكثر من ألف عام.

الدكتورة نهلة الصعيدي
الدكتورة نهلة الصعيدي

وأوضحت الصعيدي أن الوقف لم يقتصر على المدن الكبرى، بل وصل إلى القرى والأرياف، مما أتاح بروز علماء كبار من بيئات بسيطة بفضل منظومة تعليمية ممولة بالوقف.

كما أكدت أن التعليم الإسلامي عبر العصور لم يكن مقتصرًا على العلوم الشرعية، بل شمل كل علم نافع، وهو ما جعل علماء المسلمين موسوعيين يجمعون بين الفقه والطب والفلك والرياضيات، فجمعت الحضارة الإسلامية بين العقل والوحي، والمنهج والعلم.

مفتاح النهضة المعرفية

وأشارت إلى وجود جذور فكرية للذكاء الاصطناعي في التراث الإسلامي، من خلال أعمال الفارابي وابن سينا في المنطق، وتصنيف العلوم عند إخوان الصفا، وابتكارات الجزري في الميكانيكا التي تُعدّ من أوائل أشكال الروبوتات.

وشددت مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين على أن الجمع بين فقه الوقف وتطبيقات الذكاء الاصطناعي يمثّل مفتاحًا لنهضة معرفية تُعيد وصل الحاضر بأصالة الأمة، مؤكدة أن الوقف من أعظم القربات التي تبقى نفعًا دائمًا للإنسان بعد وفاته، وأنه مع الذكاء الاصطناعي يشكلان روحًا نابضة في جسد الحضارة الإسلامية.

الدكتورة نهلة الصعيدي
الدكتورة نهلة الصعيدي

واختتمت الصعيدي، بتوصيات عملية لتحقيق هذه الرؤية المستقبلية، تضمنت: إنشاء أوقاف تعليمية ذكية، وتأسيس هيئة شرعية علمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي الوقفي، وإطلاق منصة تعليمية أزهرية ذكية متعددة اللغات، ودعم البحوث المشتركة بين الشرع والتقنية، وعقد شراكات استراتيجية مع مراكز الذكاء الاصطناعي، والعمل على حماية القيم الإسلامية في بيئة رقمية متسارعة.

تم نسخ الرابط