الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة في صناعة المحتوى.. عمرو قورة يكشف التفاصيل

كشف الخبير والمستشار الإعلامي عمرو قورة عن رؤيته المستقبلية لتأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة الإعلام وصناعة المحتوى، مشيرًا إلى تغييرات جذرية قادمة ستعيد تشكيل خريطة الوظائف الإعلامية وطريقة إدارة المؤسسات، موضحًا أنه يتابع منذ أكثر من 100 يوم تطورات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه التكنولوجيا ستقلب موازين الصناعة التي يعمل بها منذ سنوات.

عمرو قورة: 80% من الوظائف الإعلامية الحالية
وأوضح عمرو قورة، عبر منشور له على صفحته الرسمية، أن المؤسسات الإعلامية ستضطر إلى تقليص أعداد العاملين بنسبة قد تصل إلى 80%، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على أداء المهام المتكررة بكفاءة عالية دون الحاجة إلى رواتب أو إجازات أو حوافز.
وأضاف قورة أن كثيرًا من المؤسسات في العالم العربي اعتادت على تضخم الطاقم البشري دون إنتاجية حقيقية، وهو ما أدى إلى خسائر مستمرة منذ عام 2011، حسب تعبيره.

الذكاء الاصطناعي يحل محل الوظائف التكرارية
أكد عمرو قورة أن 20% فقط من الموظفين سيصبحون كافين لإدارة العمليات الأساسية داخل المؤسسات الإعلامية، بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي، الذي لا يتطلب تكلفة تشغيلية مرتفعة، مشيرًا إلى أن المؤسسات الراغبة في البقاء تحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة، مبنية على خفض النفقات والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، بدلًا من محاولة الحفاظ على النظام القديم.

الشركات الناشئة الإعلامية أكثر كفاءة من الكيانات القديمة
وشدد قورة على أن تأسيس شركات إعلامية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي أصبح أسهل وأكثر كفاءة من الاستمرار في الكيانات الإعلامية التقليدية المُثقلة بالمصاريف، موضحًا أن العالم يتجه إلى نموذج عمل مختلف كليًا عما كان عليه الوضع في عام 2011، داعيًا إلى التكيف السريع مع هذا الواقع الجديد قبل نهاية عام 2025.

الإنتاج الإعلامي سيتحول إلى مهمة فردية
بحسب تحليل عمرو قورة، فإن شخصًا واحدًا فقط سيتمكن من أداء مهام مؤسسة إنتاج كاملة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، كما أن هذه الأدوات تمكن المستخدم من كتابة وتصوير ومونتاج وتسويق محتوى احترافي من غرفة نومه، متوقعًا أن يحدث هذا التحول بشكل واسع خلال عام واحد فقط، بتكلفة لا تتجاوز 500 دولار مقابل مليون "توكن" من أدوات الذكاء الاصطناعي.

نهاية احتكار صناعة المحتوى
وأشار عمرو قورة إلى أن ما يحدث حاليًا هو ما يُعرف بـ"دمقرطة الإبداع" (Democratization of Creativity)، حيث لم تعد صناعة الأفلام والمحتوى حكرًا على الأستوديوهات الضخمة أو الأسماء اللامعة في السوق، بل أصبحت متاحة للجميع، بشرط إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي، كما أن هذه النقلة ستفتح آفاقًا جديدة أمام المبدعين المستقلين في الوطن العربي.

الروبوتات في طريقها لاستبدال الوظائف اليدوية
وفي ختام تحليله، أكد عمرو قورة أن حتى الوظائف اليدوية مثل عمال الديكور والبوفيه والسائقين ليست بمنأى عن التغيير، حيث ظهرت بالفعل روبوتات قادرة على تنفيذ مهام دقيقة مثل الطهي وقيادة الدراجات والقيام بحركات بهلوانية، مردفًا: «قد يبدو الأمر خياليًا، لكن هذا هو المستقبل الذي ينتظرنا».

الذكاء الاصطناعي ليس مجانيًا
وحذر عمرو قورة من الاعتقاد السائد بأن الذكاء الاصطناعي مجاني بالكامل، موضحًا أن تشغيل هذه الأدوات يتطلب اشتراكات شهرية أو شراء "توكنز" لاستخدامها، مشددًا على أهمية الاستثمار فيها باعتبارها أداة أساسية للبقاء في سوق الإعلام خلال السنوات القادمة.