عاجل

تحذير من خطورة التزييف بالذكاء الاصطناعي .. كيف تحمي نفسك؟

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

في ظل الانتشار السريع لمنصات التواصل الاجتماعي، وتصاعد دورها في تشكيل الرأي العام، باتت ظاهرة تتلخص في خطورة تزييف المعلومات بالذكاء الاصطناعي، والمحتوى الرقمي تحتاج إلى تحذير من أخطر التحديات التي تواجه الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وبالتالي كيف تحمي نفسك؟.

 وفي هذا السياق، سلط المهندس أحمد طارق، خبير تكنولوجيا المعلومات، الضوء على خطورة تزييف المعلومات بالذكاء الاصطناعي الظاهرة خلال لقائه في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة CBC.

الذكاء الاصطناعي أمام التزييف 

أكد المهندس أحمد طارق أن التكنولوجيا الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، أتاحت إمكانية تقليد الأصوات بدقة مذهلة، من خلال ما يُعرف باسم "التزييف العميق" أو Deepfake. موضحًا أن شخصًا ما يمكنه استخدام بضع ثوانٍ فقط من صوتك لصنع نسخة مقلدة تمامًا، يمكن استخدامها في تسجيلات صوتية أو مقاطع فيديو مفبركة، يبدو فيها الأمر وكأنك قلت شيئًا لم تتفوه به يومًا.

وقال المهندس أحمد طارق: "فيه تقنيات دلوقتي تقدر تعمل نسخة كاملة من صوتك، وتخلي الناس تصدق إنك قلت حاجة وأنت مقلتهاش أصلًا، وده خطر جدًا خصوصًا مع سرعة انتشار المحتوى على السوشيال ميديا."

لا تثق في كل ما تشاهده 

شدد المهندس أحمد طارق على ضرورة عدم الوثوق بأي محتوى يتم تداوله على وسائل التواصل بالذكاء الاصطناعي، حتى وإن بدا أن الشخص نفسه ظهر فيه بالصوت والصورة، وجهًا نصيحة مهمة قائلاً: "أي حاجة تشوفها على السوشيال ميديا لازم تشك فيها، حتى لو شايف نفسك فيها، لازم تسأل نفسك: هل كنت فعلًا في المكان ده؟ هل قلت الكلام ده بنفسك؟"

وأشار المهندس أحمد طارق إلى أن الوعي الرقمي صار ضرورة وليس ترفًا، لأن أي شخص يمكن أن يقع ضحية لمحتوى مفبرك بالذكاء الاصطناعي، خصوصًا في ظل قدرة البعض على استخدام البرامج والأدوات الذكية بشكل متزايد وبدون رقابة.

التأثيرات لا تقتصر على الأفراد فقط

وتطرق المهندس أحمد طارق إلى خطورة استخدام هذه التقنيات في تزوير تصريحات وأخبار منسوبة إلى جهات رسمية أو شركات كبرى بالذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يتسبب في أزمات اقتصادية وإعلامية وأحيانًا قانونية.

وقال: "ممكن أي حد يعمل فيديو مزيف باسم شركة، أو يطلع تسجيل صوتي باسم شخصية اعتبارية، وده ممكن يسبب بلبلة وخساير كبيرة في السوق"، مبينًا أن هذه الأدوات، التي كانت يومًا ما مقتصرة على المحترفين، أصبحت متاحة لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت وهاتف ذكي، ما يجعل مواجهة هذه الظاهرة مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا وتدريبًا ومساءلة قانونية.

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

كيف نحمي أنفسنا من التزييف بالذكاء الاصطناعي؟

اختتم المهندس أحمد طارق حديثه بعدد من النصائح العملية للحماية من فبركة المحتوى الرقمي بالذكاء الاصطناعي، أبرزها:"عدم مشاركة المقاطع الصوتية الشخصية عبر الإنترنت بشكل عشوائي؛ التأكد من هوية مصدر المحتوى قبل إعادة نشره؛ الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة في الأخبار والمعلومات؛ المطالبة بتشريعات تجرّم استخدام التزييف العميق في المحتوى الضار".

مع تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي في تقليد البشر، بات من الضروري أن نتحلى بقدر أكبر من الحذر والمسؤولية الرقمية، فكما وفرت التكنولوجيا أدوات مذهلة للابتكار والتواصل، فإنها في الوقت نفسه أوجدت تهديدات جديدة تستوجب التوعية والتأهب والتدخل القانوني لحماية المجتمعات من التلاعب والخداع.

تم نسخ الرابط