منشورات السماء.. إسرائيل تشن حربًا نفسية على سكان غزة لتقويض دعم «حماس»

في تطور جديد ضمن أساليب الحرب النفسية المستخدمة خلال العملية العسكرية "عربات جدعون"، كشف موقع "واللا" العبري أن الجيش الإسرائيلي كثّف جهوده لتحريض سكان قطاع غزة ضد حركة حماس من خلال منشورات دعائية تم إسقاطها من الطائرات على عدد من مناطق القطاع، وذلك في محاولة لتقويض الحاضنة الشعبية للحركة.
بث رسائل مباشرة إلى السكان
ووفقًا للتقرير، تسعى إسرائيل من خلال هذه الحملة إلى بث رسائل مباشرة إلى السكان، تدّعي فيها أن حماس قد هُزمت وأن نهاية الحرب باتت وشيكة. وقد احتوت إحدى المنشورات عبارة: "لقد قضينا على حماس ومنذ ذلك الحين نحن قريبون من إنهاء الحرب التي انتصرنا فيها".
كما تضمنت منشورات أخرى، تم إسقاطها في منطقة دير البلح وسط القطاع، تحذيرات من عناصر محددة تابعة لحماس، جاء فيها: "يا سكان دير البلح، لقد تم نشر أسماء بعض العناصر في منطقتكم... هؤلاء خربوا حياتكم وألحقوا بكم الدمار... طردهم هو بداية مستقبل أفضل".
وفي منشور آخر، ظهر اسم وصورة القيادي في حماس عز الدين الحداد، قائد لواء غزة التابع للحركة، في محاولة واضحة للتأثير على صورة القيادة العسكرية أمام الأهالي.
زعزعة الثقة وتشجيع البدائل
بحسب الموقع العبري، ترمي هذه الحملات إلى خلق فجوة بين السكان المدنيين وحركة حماس، وتشجيع التفكير في بدائل سياسية مستقبلية عبر تقديم سيناريوهات "أكثر إشراقًا" في غياب الحركة.
وأوضح "واللا" أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن الوضع الحالي لحماس هو الأصعب منذ نشأتها، ما يجعل الظروف مواتية من وجهة نظرها لإحداث اختراق نفسي في البنية المجتمعية.
مزاعم إسرائيل عن تفاعل فلسطيني
وزعم التقرير إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تداولًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية لمقاطع فيديو لمواطنين من غزة يعبرون عن تذمرهم من الوضع الإنساني ويحمّلون حماس جزءًا من المسؤولية، وهو ما تحاول إسرائيل زعمه ضمن استراتيجيتها الإعلامية والنفسية.
عملية "عربات جدعون"
تأتي هذه الحملة الدعائية بالتوازي مع التقدم الميداني الذي تزعم إسرائيل تحقيقه في إطار عملية "عربات جدعون" العسكرية، المستمرة منذ أشهر في القطاع، والتي شهدت تصعيدًا غير مسبوق في الضربات الجوية والاشتباكات الميدانية، وسط كارثة إنسانية متفاقمة يعيشها المدنيون الفلسطينيون في ظل الحصار والدمار وانهيار الخدمات الأساسية.