الأوقاف تحذر: التفرقة في معاملة الأبناء تؤدي إلى الحقد والكراهية وتفكك الأسرة

حذر الدكتور أسامة فخري الجندي من علماء وزارة الأوقاف ، من خطورة التفرقة في معاملة الأبناء داخل الأسرة، مؤكدًا أن هذا السلوك قد يؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية جسيمة تهدد كيان الأسرة وتزرع بذور الكراهية بين الإخوة.
وجاء تحذيره من خلال برنامج " مع الناس " المذاع على" قناة الناس " في على سؤال وُجّه له حول “عقوبة الوالدين الذين يفضلون أحد أبنائهم على الآخر”، حيث أوضح أن السؤال وإن كان يحمل طابع الحدة في صياغته، إلا أنه يعكس واقعًا مريرًا تعيشه بعض الأسر التي تُميز بين أبنائها دون إدراك لعواقب ذلك.
وأكد الجندي أن الشريعة الإسلامية حثّت على المساواة بين الأبناء في كل شيء، بما في ذلك التعامل والعطاء والحنان، مشيرًا إلى أن التفرقة “تخلق مشاعر الحقد والغيرة والحسد، وقد تصل إلى حد كراهية الابن لأخيه ووالده في آنٍ واحد”.
وأضاف أن هذه الممارسات لا تترك أثرها فقط في الحاضر، بل تمتد لتؤثر في الأجيال القادمة، إذ ينشأ الأبناء على قيم التفرقة لا المساواة، ما ينعكس سلبًا على المجتمع بأسره.
وتابع موضحًا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم شبّه الرحم بـ”الشَّجَنَة من الرحمن”، أي الأغصان المتشابكة التي تمنح الظل والطمأنينة، داعيًا الآباء والأمهات إلى الحفاظ على هذه الروابط وعدم قطعها بسوء التصرف أو الظلم في المعاملة.
وختم رسالته بتوجيه نصيحة للآباء بضرورة العدل والحنو في معاملة الأبناء، وللأبناء بالتروي قبل إصدار الأحكام على تصرفات الوالدين، فقد تكون بعض التصرفات قائمة على حكمة لا يُدركها الأبناء إلا بعد أن يصبحوا في موضع المسؤولية
الهدي النبوي في التعامل مع الأبناء:
1. العدل بين الأبناء:
• النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اعدلوا بين أولادكم”.
• يوصي الإسلام بالعدل في العطاء، المشاعر، والهدايا دون تمييز.
2. الرحمة والحنان:
• كان صلى الله عليه وسلم يقبّل أحفاده ويحتضنهم.
• قال لأعرابي لم يُقبّل أبناءه: “أوَأملك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟”.
3. الاحتواء العاطفي:
• كان النبي يحمل الحسن والحسين على ظهره أثناء السجود، ولا يغضب منهم.
• يمازح الأطفال ويلاعبهم، ليشعروا بالأمان والاهتمام.
4. الاستماع والتقدير:
• كان يستمع للأطفال ويتحدث معهم باحترام.
• يعطي كل طفل حقه من الاهتمام والتوجيه.
5. التربية بالقيم والمثل:
• يربي الأبناء على الصدق، الأمانة، الرحمة، وبر الوالدين.
• يُعزز فيهم روح الأخوّة والاحترام المتبادل.
6. القدوة الحسنة:
• كان النبي قدوة في أخلاقه وتعامله، فتعلم منه الأبناء بالسلوك لا بالكلام فقط.
7. الدعاء للذرية الصالحة:
• دعاء النبي والأنبياء مثل: “رب هب لي من الصالحين” يدل على أهمية الدعاء في تربية الأبناء.
8. عدم التفرقة أو التمييز:
• التفرقة بين الأبناء تزرع الحقد والغيرة، والنبي نهى عنها تمامًا