ما حكم طواف المريض الحامل للقسطرة في الحرم المكي؟.. الإفتاء توضح

في ظل التطورات الطبية التي يشهدها العصر، يواجه بعض المرضى حالات صحية تتطلب بقاءهم موصولين بأجهزة طبية مثل “القسطرة البولية” خلال أداء المناسك، مما يثير تساؤلات حول مدى جواز طوافهم حول الكعبة المشرفة. وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء وعدد من العلماء المختصين أن المريض الذي يحمل قسطرة بولية يجوز له شرعًا الطواف، ولا يمنعه وجود القسطرة من أداء هذه الشعيرة العظيمة، ما دام قد اتخذ التدابير الطبية اللازمة لمنع تسرب النجاسة.
وأفاد العلماء أن القاعدة الفقهية الراسخة تقول: “الطهارة شرط لصحة الطواف، كالصلاة”، لكن في حالات الضرورة والمرض، يُراعى التيسير ورفع الحرج، خاصة أن القسطرة ليست نجاسة بذاتها، بل وسيلة طبية ضرورية. فإذا أُحكم غلقها ومنع خروج البول أو تسربه، وكان المريض قد تطهّر قبل الطواف، فإن الطواف يكون صحيحًا بإجماع عدد من أهل العلم.
كما شدد الفقهاء على أن الإسلام دين يراعي أحوال المكلفين، ويخفف عنهم المشقة، مستدلين بقول الله تعالى:
“يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” [البقرة: 185]،
وقوله صلى الله عليه وسلم:
“إن الدين يُسر” (رواه البخاري).
ويُستحب في مثل هذه الحالة أن يقوم المريض بتجديد وضوئه قبل بدء الطواف إن أمكن، مع التأكد من سلامة القسطرة وكونها محكمة الإغلاق، دون أن يُشترط عليه إزالة القسطرة، طالما لم تتسرب النجاسة.
وتختتم الفتاوى المؤكدة على هذا الحكم برسالة طمأنة لكل مريض: أن رحمة الله أوسع من كل عذر، وأن أجر الطائف لا ينقص ما دام قد نوى وأخلص، وسعى بما يستطيع، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها
شروط الطواف في الإسلام:
الطواف بالكعبة المشرفة ركن أساسي من أركان الحج والعمرة، وهو عبادة عظيمة يتقرب بها المسلم إلى ربه. ولكي يكون الطواف صحيحًا ومقبولًا شرعًا، وضع العلماء مجموعة من الشروط التي يجب توفرها عند أداء هذه الشعيرة، سواء كان الطواف فرضًا (في الحج أو العمرة) أو نفلًا.
وفيما يلي أبرز الشروط التي يجب توافرها لصحة الطواف:
1. النية:
لا يصح الطواف بدون نية، إذ يجب على المسلم أن ينوي الطواف سواء كان طواف قدوم أو إفاضة أو وداعًا أو طواف تطوع. والنية محلها القلب، ولا يُشترط التلفظ بها.
2. الطهارة من الحدثين:
يشترط أن يكون الطائف على طهارة تامة من الحدث الأصغر (الوضوء) والحدث الأكبر (الغُسل إن لزم)، وألا يكون عليه نجاسة على بدنه أو ثيابه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“الطواف بالبيت صلاة، إلا أن الله أباح فيه الكلام” (رواه الترمذي).
3. ستر العورة:
يجب أن يكون الطائف ساترًا لعورته، كما في الصلاة تمامًا، لأن الطواف عبادة تشترط لها نفس شروط الصلاة تقريبًا.
4. الطواف حول الكعبة من الخارج:
يجب أن يكون الطواف حول الكعبة لا بداخلها، وأن تكون الكعبة على يسار الطائف أثناء الدوران.
5. إكمال السبعة أشواط:
لا يُعتبر الطواف صحيحًا إذا لم يكتمل سبعة أشواط كاملة تبدأ من الحجر الأسود وتنتهي به. ولو نسي شوطًا أو أخطأ في العد، فعليه أن يعيد الشوط أو يكمل بناءً على الظن الراجح ثم يسجد للسهو إن كان ناسيًا.
6. الموالاة بين الأشواط:
يُستحب أن يطوف المسلم الأشواط السبعة دون فاصل طويل، بحيث لا يقطع الطواف إلا لضرورة، وإلا وجب عليه استئنافه.
7. أن يكون الطواف داخل المسجد الحرام:
يجب أداء الطواف في صحن الكعبة أو داخل حدود المسجد الحرام، فلا يصح الطواف من خارجه.
8. البدء بالحجر الأسود:
يجب أن يبدأ كل شوط من الحجر الأسود وينتهي إليه، مع استحباب التكبير عند كل مرة يمر بها الطائف على الحجر.
9. عدم وجود مانع شرعي:
كوجود الحيض أو النفاس بالنسبة للمرأة، حيث لا يجوز لها الطواف في هذه الحالة حتى تطهر