وافق على تعيينها شيخ الأزهر.. قصة كريستين أول مسيحية بالدراسات الإسلامية |صور

رغم كل الصعوبات والتحديات استطاعت "كريستين زاهر"، الأستاذة الجامعية أن تحقق مرادها وحلمها، في مجال تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية، بل ووصلت إلى اعلى درجة ترقية جامعية، رغم كونها المسيحية الوحيدة على مستوى جامعات مصر، والتي تعمل في هذا المجال، لتصبح نموذجاً لحب العلم والعمل به رغم اختلاف الأديان.
إلتقى موقع "نيوز روم" بالدكتور "كريستين زاهر حنا"، أستاذ بقسم المناهج وطرق التدريس والدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة بورسعيد، والتي بدأت حكايتها منذ التسعينات، كأول طالبة مسيحية تلتحق بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وواجهت بعض العقبات في دراسة تخصص كان غريب عليها.

وقالت دكتورة كريستين :" رغم كل الصعاب لكن الحمد لله بمساندة زملائي واصدقائي وأصدقاء والدي وأسرتي، من المسلمين، استطعت الحصول على المركز الأول على دفعتي بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، ثم عُينت معيدة بنفس القسم، ثم مدرس مساعد ثم مدرس وحالياً حاصلة على درجة الأستاذية.

واضافت دكتورة كريستين انها واجهت عقبات في البداية، وتساءل الجميع كيف لطالبة مسيحية أن تدرس في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية ، ولتستطيع أن يتم تعيينها كمعيدة في القسم ، لأنها اول مسيحية تدرس به، توجهت إلى شيخ الأزهر وقتها ، والذي صدق على تعيينها معيدة بالكلية نظراً لتفوقها، في عام 2002م، وكان توقيعه لي "ما يفيد حقا وعدلا تتخذه تجاه كريستين ما ترونه من حقها " ، وكان حقي وقتها أن اُعين معيدة بالقسم، الحمد لله تم تعييني واكملت مسيرة نجاحي وترقيتي ووصولي إلى اعلى درجة وهي الأستاذية.

وعن موقف أسرتها اوضحت دكتور كريستين، قائلة:" كان اختياري للدراسة في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية نابعاً من حبي للغة العربية، ومن شخصيتي واصراري وكنت متخوفة في البداية من موقف اسرتي بأن يشعرون بغرابة الأمر، ولكن بالعكس وجدت أهلي واجهوا رغبتي في دخول هذا المجال بالمحبة والترحاب، ولم يكن هذا الموقف بالغريب عن اسرتي لأنهم قاموا بتربيتي على أننا مسلمين ومسيحيين شعب واحد في وطن واحد، وندرس ونتعلم كل شيء والموضوع بسيط جداً.

وتابعت قائلة :"كان والدي داعم كبير لي وقدم لي المساعدة من جهة أخرى من خلال الاستعانة بأصدقائه المسلمين، لتقديم لي التفسير للقرآن الكريم، و وشروحات وقراءات فوجدت كل الدعم لي في مشواري، لدرجة أن والدتي كانت نقوم بتسميع ما حفظته من سور قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، وما تربيت عليه من اهلي في احترام الآخر واحترام الأديان السماوية وبعضنا البعض هو ما أفعله انا حاليا مع بناتي الحمد لله.

حفظ القرآن الكريم
وعن صعوبة تعلمها وحفظها للقران الكريم، أكدت دكتورة كريستين، أنها بالطبع واجهت صعوبة في الحفظ، خاصة لأنها لأول مرة تحفظ سور قرآنية كاملة، وأحاديث نبوية، والتي كنا نقوم بحفظها بنصوصها وعنعنتها وكونه موضوع أو صحيح، فكان لابد من حفظها ودراستها والتعمق فيها، وبالطبع في بداية الأمر كان هناك صعوبة لأننا كان لابد لنا من الحفظ والفهم والتحليل والتجويد، ولكن بمساعدة زملائي واهلي تخطيت كل الصعاب.

دعم ومساندة زملائها
وأكدت أن الأغرب من موقف أسرتها هو ما وجدته من دعم كبير من زملائها وزميلاتها في القسم، فوجدت ترحيب كبير لوجودها بينهم، ومساندة خلال سنوات الدراسة، ودعم معنوي وتوفير كل ما تحتاجه حتى استطاعت أن تكون الأولى على الدفعة، موضحة إن فرحتهم كانت عارمة لحصولها على المركز الأول، والى الآن تحظي بحب وتقدير الجميع، وتجمعها معهم صداقة واحترام واتمنى لهم جميعا التوفيق في كل مجالات حياتهم.

علاقتها بطلاب الدراسات الإسلامية
وأشارت دكتورة "كريستين" إلى أن علاقتها بطلابها وطالباتها، طيبة وبها الكثير من التقدير والاحترام ، وتقدم لهم كل الدعم، والتعاون وتحاول توصيل المعلومات بكل محبة واجتهاد، والتعامل بيننا ليس له أساس ديني أو اي تعصب غير محبة العلم، وما ينبع من داخل الإنسان هو ما يظهر في تعاملاته وأسلوبه في الحياة.
طموحها
وعن طموحها في مجال الدراسات الإسلامية، قالت اتمنى أن ما درسته وقدمته في رسالتي الماجستير والدكتوراه، وبعد وصولي لأعلى درجة ترقية جامعية وحصولي على الأستاذية، أن أرى ما فعلته في ارض الواقع، وان يعم السلام والمحبة في العالم كله، وان تسود قيم المحبة واحترام الآخر في كل جوانب حياتنا، في المدرسة والجامعة، وان ما تربيت عليه في اسرتي وزرعته في تربيتي لبناتي وفي نفوس طلابي احاول تعنيقه في نفوسهم من محبة وسلام وقيمة احترام الآخر، فالجميع من زملائي يطمح لتطوير المجال وتنميته، لكنني كل ما افكر فيه هو الجانب المعنوي، والتربية والأساس ممكن أنني أعمل في حلقة ضيقة جدا لكن آمل أن يكون لعملي هذا صدى مستقبلاً بإذن الله، فيستطيع غيري تطوير مجال الدراسات الإسلامية، لكن ما زرعته انا أتمنى أن احصده وأراه واقعاً.