في ذكرى ميلاده... محمود ذو الفقار أيقونة جمعت بين الإخراج والتمثيل والتأليف

تحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج والمنتج والممثل محمود ذو الفقار، الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما المصرية امتدت مسيرته الفنية لما يزيد عن ثلاثة عقود، استطاع خلالها تقديم أعمال خالدة تنوعت بين الإخراج والتأليف والإنتاج، فضلًا عن بصماته في التمثيل.
من الهندسة إلى عالم السينما
وُلد محمود ذو الفقار في 18 فبراير 1914 بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، ونشأ وسط أسرة عريقة، بدأ حياته الأكاديمية في كلية الفنون التطبيقية، وعمل في وزارة الأشغال ثم وزارة الأوقاف في مجال التصميمات الهندسية، قبل أن تقوده الصدفة إلى عالم السينما، حين التقى بالمخرج حسين فوزي الذي رشحه لدور في فيلم "بائعة التفاح" عام 1937، أمام الفنانة عزيزة أمير، التي أصبحت فيما بعد زوجته وشريكته في تأسيس شركة إنتاج سينمائي.
لم يكن محمود ذو الفقار مجرد ممثل، بل سرعان ما انتقل إلى الإخراج والتأليف والإنتاج، ليصبح واحدًا من أكثر صناع السينما تأثيرًا، وبدأ مشواره في الإخراج بفيلم "هدية" عام 1947، الذي شارك في بطولته بجانب زوجته عزيزة أمير، وظهرت فيه الطفلة نجاة الصغيرة لأول مرة.
قدم خلال مسيرته أكثر من 50 فيلمًا، كان من أبرزها "المرأة المجهولة"، "الأيدي الناعمة"، "للرجال فقط"، "الرباط المقدس"، و"عدو المرأة"، وهي أفلام ناقشت قضايا اجتماعية بلمسات سينمائية متميزة.
لم يكن محمود ذو الفقار مجرد مخرج يضع رؤيته الخاصة، بل كان يؤمن بالمواهب الشابة، حيث منح الفنانة نجاة الصغيرة فرصتها الأولى في السينما، كما كان من أوائل الذين آمنوا بموهبة فؤاد المهندس، وأسند إليه بطولة فيلم "بنت الجيران"، بعد اعتذار إسماعيل ياسين عن الدور.
لم يكن محمود ذو الفقار مجرد فنان، بل كان أيضًا بوابة لأشقائه لدخول عالم السينما، فهو الشقيق الأكبر للمخرج عز الدين ذو الفقار والفنان صلاح ذو الفقار، اللذين تأثرا بمسيرته الفنية وقررا أن يسلكا نفس الدرب، ليصبح اسم "ذو الفقار" علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية.
زيجات محمود ذو الفقار
على الصعيد الشخصي، تزوج محمود ذو الفقار مرتين، الأولى من الفنانة والمنتجة عزيزة أمير حتى وفاتها، ثم من الفنانة مريم فخر الدين، التي كشفت لاحقًا أن زواجهما كان مصادفة، إذ جاء بعد تعليق عابر لوالدها انتهى بموافقتها الفورية على الزواج.

لكن فارق السن الكبير بينهما أدى إلى خلافات عديدة، حيث كان محمود ذو الفقار يكبرها بـ27 عامًا وكان يغير عليها بشكل كبير، مما تسبب في انفصالهما بعد ثماني سنوات، وأنجبا ابنتهما الوحيدة، إيمان ذو الفقار، التي ظهرت طفلة في فيلم "ملاك وشيطان" مع رشدي أباظة.
رغم رحيله في 22 مايو 1970 عن عمر يناهز 56 عامًا، إلا أن إرثه الفني لا يزال حاضرًا، ويُعد فيلم "الأيدي الناعمة" واحدًا من أبرز أعماله، حيث تم اختياره ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، كما كتب أكثر من 24 فيلمًا، منها "طاقية الإخفاء"، "نساء محرمات"، و"شباب اليوم"، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الفن المصري.