من صناعة الأحذية للفن.. محطات في حياة شفيق جلال بذكرى وفاته

في مثل هذا اليوم 15 فبراير، تحل ذكرى وفاة الفنان شفيق جلال، أحد أبرز أعلام الغناء الشعبي والمواويل في مصر، تاركا بصمة واضحة في عالم الموسيقى المصرية.
نشأة الفنان شفيق جلال
وُلد شفيق جلال في عام 1929 في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، في بيئة شعبية بسيطة، حيث بدأ مسيرته الفنية التي تدرجت بين مختلف المحطات حتى وصل إلى قلوب جمهوره الواسع.
اسمه الكامل هو شفيق جلال عبد الله حسين البهنساوي، وقد نشأ في أسرة عادية بعيدًا عن عالم الفن، لكنه كان مولعًا بالموسيقى والغناء منذ صغره.
مهن أخرى
قبل أن يتفرغ للفن بشكل كامل، عمل في العديد من المهن، منها صناعة الأحذية، وفي نفس الوقت كان يشارك في الغناء في الأفراح والمناسبات الشعبية التي كانت تُقام في الأقاليم، وهو ما كان يشكل له مصدر رزق أساسي.
بداية مشواره الفني
بدأت أولى خطواته الفنية في الإذاعة المصرية عام 1943، حيث تم اعتماده هناك وبدأ يظهر في برامجها، ورغم بدايته المتواضعة، كانت أغنيته الأولى "يا عم يا جمال" نقطة انطلاقه، ورغم أنه كان يؤدي في آخر فقرات الحفلات، إلا أن قَدره الفني كان ينتظر الفرصة المناسبة لكي يبرز نفسه.
وكانت نقطة التحول في حياته الفنية جاءت في عام 1961، عندما تأخر العندليب عبد الحليم حافظ عن إحياء حفلٍ له، فكان شفيق جلال هو المنقذ، حيث صعد إلى المسرح وغنى أمام الجمهور، ومن هنا بدأت انطلاقته الحقيقية في عالم الفن.
أشهر أغاني شفيق جلال
اشتهر شفيق جلال بموهبته الفائقة في أداء الموال المصري، وقد قدم العديد من الأعمال التي جعلت له مكانة خاصة في قلوب محبيه، مثل "أمونة بعتلها جواب"، "شيخ البلد"، "موال الصبر"، "بنت بحري"، و"يا حسرة عليها".
كان له تعاون مميز مع كبار الملحنين المصريين، وعلى رأسهم محمد عبد الوهاب، الذي لحن له العديد من الأغاني التي ظلت خالدة في تاريخ الغناء العربي.
وعلى صعيد السينما، بدأ شفيق جلال مسيرته في أفلام السينما عام 1946 من خلال فيلم "سر طاقية الإخفاء"، ثم توالت أعماله الناجحة، خاصة مع المخرج حسن الإمام، الذي شكلت أفلامه معه محطة هامة في مسيرته مثل "خلي بالك من زوزو"، "حكايتي مع الزمان"، "كابوريا"، و"الآنسة حنفي".
توفي شفيق جلال عام 2000، بعد معاناة مع مرض الكلى ورغم رحيله، يظل إرثه الفني حاضراً في قلوب جمهوره وفي ذاكرة الفن المصري.