عاجل

في ذكرى ميلاد ليلى مراد.. محطات بارزة بحياتها وسبب غريب لاعتناقها الإسلام

ليلى مراد
ليلى مراد

في قلب العصر الذهبي للفن المصري، سطع نجم ليلى مراد، الصوت العذب الذي أسر القلوب وأثرى المكتبة الموسيقية والسينمائية بأعمال لا تُنسى.

 لم تكن ليلي مراد مجرد مطربة أو ممثلة، بل كانت رمزًا للرومانسية الحالمة، وصوتًا خالدًا في تاريخ الموسيقى العربية.

ولدت قيثارة الغناء العربي، ليليان زكي إبراهيم مراد مردخاي وهو اسمها الحقيقي، في 17 فبراير 1918 بمدينة الإسكندرية لأسرة مصرية يهودية، ونشأت وترعررت في بيئة فنية، حيث كان والدها زكي مراد واحدًا من كبار الملحنين والمطربين في ذلك الوقت.

نشأنها الفنية أهلتها لدخول عالم الغناء وهي في سن الرابعة عشرة، حيث بدأت بالغناء في الحفلات الخاصة، قبل أن تصبح واحدة من ألمع نجمات الإذاعة والسينما المصرية.

غنت ليلى مراد نحو 1200 أغنية، تعاونت فيها مع عمالقة التلحين مثل الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، رياض السنباطي، القصبجي، ومحمد فوزي، أما في السينما، فقدمت 27 فيلمًا، كان أولها "يحيا الحب" عام 1937 أمام محمد عبد الوهاب، ليكون بداية انطلاقتها الحقيقية في عالم الفن السابع.

كان أكثر من تعاملت معهم في بداياتها هو المخرج توجو مزراحي، الذي قدمها في خمسة أفلام، قبل أن تبدأ مرحلة جديدة من النجاح تحت إدارة زوجها أنور وجدي، الذي أخرج لها سبعة أفلام ناجحة.

الفنانة الأعلى أجرًا

تميزت ليلى مراد بجاذبيتها الفريدة على الشاشة، فكانت تجسد الفتاة الحالمة الرقيقة، وهو ما جعلها النجمة الأكثر شعبية في الأربعينيات والخمسينيات، وأعلى الفنانات أجرًا في السينما المصرية، إذ تقاضت 13 ألف جنيه عن أحد أفلامها، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت.

دخولها الإسلام 

تميزت حياتها الشخصية بتحولات مهمة، لعل أبرزها زواجها من الفنان أنور وجدي الذي كان أول أزواجها، وتزوجته خلال تصويرهما فيلم ليلى بنت الفقراء، واستمر زواجهما لمدة ثماني سنوات، وخلال هذه الفترة، اتخذت قرارًا مصيريًا بتغيير ديانتها، حيث أعلنت إسلامها عام 1946.

يروي المقربون أنها استيقظت ذات يوم على صوت أذان الفجر، فشعرت برغبة قوية في أداء الصلاة، وأيقظت أنور وجدي لتصلي، ومن هنا بدأت رحلتها نحو الإسلام، وذهب بها زوجها إلى مشيخة الأزهر الشريف، حيث أعلنت إسلامها على يد الشيخ محمود أبو العيون، الذي ساعدها على تعلم أصول الدين.

أقامت أول مائدة للرحمن

لم يكن إسلامها مجرد تغيير رسمي، بل انعكس على حياتها وسلوكها، حيث ظلت ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي حتى وفاتها، وكان من أبرز مظاهر ذلك، أنها أقامت أول مائدة للرحمن في شارع المدابغ، تعبيرًا عن حبها لعمل الخير.

وقد اختار لها الشيخ محمود مكي اسم "ليلى مراد" ليكون اسمها الجديد بعد إسلامها، بدلاً من اسمها الأصلي ليليان زكي مردخاي، ومن أشهر أعمالها التي ارتبطت بالدين، أغنية يا رايحين للنبي الغالي، التي أصبحت واحدة من أشهر أغاني الحج في مصر، من كلمات أبو السعود الإبياري وألحان رياض السنباطي، ولا تزال تتردد في الأذهان حتى اليوم.

رغم شهرتها ونجاحها، اتخذت ليلى مراد قرارًا مفاجئًا باعتزال التمثيل بعد فيلمها الأخير الحبيب المجهول عام 1955، واكتفت بالغناء لفترة قبل أن تبتعد نهائيًا عن الأضواء. 

 

من بين أغانيها الخالدة، تظل "يا رايحين للنبي الغالي" واحدة من أشهر أغاني الحج في مصر، وهي شهادة على مدى ارتباط صوتها بوجدان الجمهور العربي.

 ورحلت ليلى مراد عن عالمنا في 21 نوفمبر 1995، لكنها تركت وراءها إرثًا فنيًا خالدًا، لا يزال ينبض بالحياة مع كل نغمة وصوت يحمل اسمها.

 

تم نسخ الرابط