هل تضع سماعات الأذن أثناء التمرين؟ احذر هذه المخاطر

أصبح الاستماع إلى الموسيقى أو البودكاست أثناء ممارسة الرياضة عادة منتشرة، كثيرون يرون أن سماعات الأذن تحفز الأداء، وتحسّن الحالة النفسية خلال التمارين، بل أصبحت جزءاً من “عدة الرياضة” التي لا يستغني عنها البعض، غير أن ما يبدو عادة بريئة أو محفزة، قد يخفي وراءه خطرًا صحيًا صامتًا يهدد الأذن والسمع على المدى البعيد.
تحذير طبي من سماعات الأذن
في لقاء خاص مع موقع “Gazeta.Ru”، أطلقت الدكتورة سفيتلانا نوزنيتسكايا، وهي أخصائية في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، تحذيراً صريحاً من مخاطر استخدام سماعات الأذن في بيئات غير ملائمة مثل أثناء ممارسة التمارين الرياضية، السباحة، أو حتى الاستحمام.
وأوضحت أن هذه الظروف تمثل بيئة محفوفة بالمخاطر على صحة الأذن، خصوصاً بسبب الحرارة، الرطوبة، والتعرق المستمر.
زيادة هائلة في نسبة البكتيريا داخل الأذن

أبرز ما كشفت عنه نوزنيتسكايا هو أن الدراسات العالمية الحديثة أظهرت أن استخدام سماعات الأذن يزيد من عدد البكتيريا داخل قناة الأذن بما يصل إلى 11 ضعفاً.
هذا الارتفاع غير الطبيعي يعزز من فرص الإصابة بالعدوى، خاصة إذا كانت السماعات غير نظيفة أو إذا تم تبادلها مع شخص آخر.
وقالت: “جميعنا نملك نوعًا معينًا من البكتيريا الطبيعية داخل آذاننا، وهي في العادة لا تسبب مشاكل صحية، لكن عندما نُدخل أنواعاً جديدة من البكتيريا – كما يحدث عند تبادل السماعات – أو نستخدم السماعات في بيئة رطبة، فإننا بذلك نخلق أرضية خصبة لالتهابات قد تكون مؤلمة وخطرة”.
الجلد الرقيق داخل الأذن
وأضافت الطبيبة أن جلد القناة السمعية الخارجية رقيق جداً، ومع الوقت والاستخدام المفرط للسماعات، يمكن أن يحدث تلف أو تشققات صغيرة في هذا الجلد، ما يسمح للبكتيريا بالتغلغل والوصول إلى مناطق أعمق، ومع وجود تعرق مستمر أثناء الرياضة أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم، تتضاعف عوامل الخطر.
كما أن بعض الأشخاص يلجأون إلى رفع مستوى الصوت داخل السماعات أثناء التمرين لتجاوز الضوضاء المحيطة، وهذا ما قد يؤدي لاحقاً إلى إرهاق الشعيرات الدقيقة في الأذن الداخلية، ويزيد من احتمالية فقدان السمع التدريجي.
سماعات الأذن تمتص الحرارة والرطوبة
من الجوانب الأقل شهرة التي سلطت نوزنيتسكايا الضوء عليها، هو أن السماعات تمتص الحرارة والرطوبة، مما يجعلها بيئة مثالية لنمو أنواع متعددة من البكتيريا والفطريات.
هذه الكائنات الدقيقة قد تنتقل مباشرة إلى داخل الأذن مسببة التهابات فطرية أو بكتيرية يصعب علاجها أحيانًا، خاصة لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو الأطفال.
نصائح للوقاية: كيف تستخدم سماعات الأذن بأمان؟

لتفادي هذه المخاطر الصحية، قدمت الطبيبة الروسية مجموعة من النصائح العملية التي يمكن لأي شخص اتباعها بسهولة، منها:
- تجنب استخدام السماعات أثناء التمرين العنيف أو في الأجواء الرطبة مثل السباحة والاستحمام.
- تنظيف وتعقيم السماعات بشكل منتظم، باستخدام قطعة قطن مبللة بالكحول الطبي، مرة على الأقل كل أسبوع.
- عدم مشاركة السماعات مع أي شخص آخر، حتى لو كان من أفراد العائلة.
- التأكد من تنظيف الشمع المتراكم على السماعات، لأن الشمع قد يصبح حاملاً للبكتيريا.
- إعطاء أذنك فترة راحة خلال اليوم وعدم ارتداء السماعات لفترات طويلة دون توقف.
- مراقبة أي أعراض غير معتادة مثل الحكة أو الألم أو خروج سوائل من الأذن، واللجوء للطبيب فوراً.
التكنولوجيا ليست عدوًا.. لكن الوعي ضرورة
في ختام حديثها، شددت نوزنيتسكايا على أن الخطورة لا تكمن في التكنولوجيا نفسها، بل في كيفية استخدامها، فالسماعات وسيلة رائعة للتسلية وتحفيز النشاط، لكنها قد تتحول إلى خطر حقيقي إذا لم نكن على وعي بكيفية العناية بها والحد من استخدامها المفرط أو في ظروف غير مناسبة.
وقالت: “كما نعتني بصحة أجسامنا أثناء ممارسة الرياضة، يجب أن ننتبه أيضاً لصحة آذاننا، لأن فقدان السمع أو إصابة الأذن بعدوى قد تؤثر بشكل دائم على جودة حياتنا”.
- استخدام السماعات أثناء الرياضة يزيد نسبة البكتيريا في الأذن بمعدل 11 مرة.
- الرطوبة والحرارة الناتجة عن التمرين تعزز نمو البكتيريا والفطريات.
- تبادل السماعات بين الأشخاص يزيد فرص العدوى.
النصيحة الذهبية: نظّف سماعتك أسبوعياً بالكحول ولا تستخدمها أثناء التعرق أو في البيئات الرطبة.