عاجل

علي جمعة يحذر من فوضى الفتاوى: الشذوذ العلمي طريق مظلم يضيع الدين والدنيا

د.علي جمعة
د.علي جمعة

في رسالة مؤثرة نشرها عبر صفحته الرسمية، حذر فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خطر تصدر غير المؤهلين للفتوى والخوض في دين الله بغير علم، مشددًا على أن الشذوذ عن الجماعة العلمية طريق مظلم يهلك في الدنيا والآخرة.

خطر تصدر غير المؤهلين للفتوى

أوضح الدكتور علي جمعة أن من آفات العصر الحديث تصدر من لم يرسخ في العلم للكلام في دين الله دون إحاطة بأصوله وضوابطه، وبيّن أن مثل هؤلاء يتكلمون في المسائل الكبرى بغير علم، مما يؤدي إلى فساد الدين والدنيا معًا.
واستشهد بحديث النبي ﷺ: «عليكم بالسواد الأعظم»، وقوله ﷺ: «ومن شذ شذ في النار» (رواه ابن ماجه)، مشيرًا إلى أن الجماعة العلمية ليست مجرد اجتماع أشخاص، بل هي ضمير الأمة العلمي وميزان فهم النصوص وتنزيل الأحكام.

علامات الشذوذ عن الجماعة العلمية

حدّد فضيلة الدكتور أن الشذوذ يظهر حين يتكلم من:

  • لا يحسن فهم النصوص الشرعية، ولا يفرق بين القطعي والظني.
  • يجهل الواقع المعيش وتعقيداته.
  • لا يراعي مقاصد الشريعة ومآلات الأفعال.
  • يفتقد لملكة الفهم الصحيح للغة العربية وأعرافها.

وأكد أن اجتماع هذه العيوب يقود إلى فساد الفتوى، وتحول "التجديد" إلى تبديد، و"الإصلاح" إلى إفساد.

<span style=
الشذوذ العلمي

المفتي الماجن.. أخطر من الجاهل الصريح

ذكر الدكتور علي جمعة أن علماء الأصول نبهوا إلى خطر "المفتي الماجن"، الذي يخالف الضوابط العلمية، ويهدم الإجماع، ويتسبب في فتنة دينية ومجتمعية.
وقال فضيلته: "المفتي الماجن أخطر من الجاهل الصريح؛ لأنه يلبس على الناس دينهم، ويفسد المجتمعات ويهدد الأمن".

الفارق بين الفقه والإفتاء

لفت الدكتور علي جمعة إلى الفرق المهم بين الفقه والإفتاء، موضحًا أن:

  1. الفقه هو تحصيل المسائل من الكتاب والسنة.
  2. هو تنزيل هذه الأحكام على واقع الناس وفق ضوابط دقيقة.
  3. وبيّن أن الفتوى السليمة تقوم على ثلاثة أركان:

- إدراك النص (سواء كان نصًا مقدسًا أو اجتهادًا بشريًا).

- إدراك الواقع (بأبعاده الأربعة: الأشياء، الأشخاص، الأحداث، والأفكار).

- الربط بين النص والواقع وفق قواعد الاجتهاد الشرعي.

فتن الفتاوى الشاذة ليست جديدة

أشار الدكتور علي جمعة إلى أن فتن الفتاوى الشاذة لها جذور قديمة، مستشهدًا بأمثلة مثل:

  • محمد أبو زيد الدمنهوري (1930) الذي أنكر المعجزات وأحكام الشريعة.
  • محمد نجيب الذي أنكر السنة وزعم أن الصلوات عشر، ثم ارتد عن الإسلام.
  • وآخرين ممن أباحوا التدخين في رمضان واستباحوا المحرمات علنًا.

وأكد فضيلته أن الله تعالى قيض للأمة علماء يردون على هذه الفتن وينصرون الحق، مضيفًا أن دار الإفتاء المصرية كتبت مجلدات متينة في "ضوابط الاجتهاد الفقهي"، لحماية الأمة من هذه الفوضى.

رسالة ختامية: العودة إلى الجماعة العلمية نجاة

واختتم الدكتور علي جمعة رسالته بدعاء أن يحفظ الله الأمة من شذوذ المفتين ومجانة المتجرئين، داعيًا إلى الرجوع إلى الجماعة العلمية، والأدب بأدب العلم، ومراعاة أصول الشريعة ومقاصدها.

وقال: "فإنا لله وإنا إليه راجعون، والله المستعان وعليه التكلان".

تم نسخ الرابط