تحذير شرعي من بيع المنتجات المضرة بالآخرين.. محاذير وتوجيهات من الشريعة

في عالم التجارة الحديثة، يتزايد الإقبال على بيع مختلف المنتجات والخدمات، ولكن ماذا إذا كان بعض هذه المنتجات قد يسبب الضرر للآخرين؟ في هذا السياق، في فتوى رسمية صادرة عن دار الإفتاء المصرية، تم التأكيد على أن بيع المنتجات التي تسبب ضررًا للآخرين يعد محرمًا شرعًا.يقدم لنا الشرع الإسلامي توجيهًا حاسمًا حول حكم بيع المنتجات التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالآخرين.
فقد جاء في نص الفتوى:"من المقرر شرعًا أن بيع السلع التي تتسبب في ضرر صحي أو اجتماعي يُعدّ محرمًا، لأن الشريعة الإسلامية تحرص على حماية النفس والعقل من كل ما يلحق بهما الضرر. ولهذا، فإن بيع المواد أو المنتجات التي يُعلم ضررها يعرّض صاحبها للمسؤولية الشرعية، ويجب على المسلمين تجنب بيع مثل هذه المنتجات".
حكم بيع المنتجات الضارة: هل هو جائز؟
الأصل في البيع في الشريعة الإسلامية هو الإباحة، كما ورد في قوله تعالى: "وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" [البقرة: 275]. ولكن إذا كان البيع يشمل شيئًا ضارًا، فإن الحكم يتغير ويصبح حرامًا. فالإسلام جاء ليحمي الإنسان ويحافظ على حقوقه في جميع المجالات، من بينها المعاملات التجارية.
القاعدة الفقهية: "لا ضرر ولا ضرار"
تعد قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" من أهم المبادئ التي تنظم المعاملات في الإسلام، وهذه القاعدة تحظر بيع أي منتج أو خدمة يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بالآخرين. فقد ثبت في الحديث النبوي الشريف: "لا ضرر ولا ضرار"، كما أخرج الإمام ابن ماجه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
إضافة إلى ذلك، تحذر الشريعة من إلحاق أي ضرر بالآخرين، سواء كان ذلك ضررًا جسيمًا أو صغيرًا. يقول العلامة ابن عبد البر في "الاستذكار" إن هذا الحديث يحرم كل فعل قد يسبب ضررًا للأفراد أو الجماعات.
مقاصد الشريعة في حماية الإنسان
من مقاصد الشريعة الإسلامية الأساسية الحفاظ على النفس والعقل، وبالتالي فإن أي منتج أو خدمة قد تؤدي إلى إتلاف النفس أو الإضرار بالعقل يعتبر محرمًا. فقد جاء في الحديث الشريف: "مَنْ أَضَرَّ أَضَرَّ اللّهُ بِهِ"، في إشارة إلى أن من يسبب الضرر للآخرين يلقى جزاءه في الدنيا والآخرة.
بيع المنتجات التي تضر بالصحة: هل يجوز؟
الشريعة الإسلامية تحرم بيع أي منتج قد يسبب ضررًا للإنسان في صحته أو حياته. كما جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ". والضرر هنا يشمل جميع الأفعال التي يمكن أن تؤذي الآخرين بأي شكل من الأشكال، سواء كانت صحة الإنسان أو عقله أو ماله.
توجيه إسلامي للمسلمين في المعاملات التجارية
في ظل هذه النصوص الشرعية، يجب على المسلم أن يكون حذرًا في معاملاته التجارية، وألا يبيع شيئًا يمكن أن يلحق ضررًا بالآخرين. إن مراعاة مصلحة المجتمع وحمايته من الأضرار تعد من أسمى أهداف الشريعة الإسلامية، ويجب أن تكون جزءًا من أي نشاط تجاري مشروع.
إن الإسلام يحث على الأخلاق الحميدة في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك المعاملات التجارية، ويجب على المسلمين أن يتحلوا بالمسؤولية وأن يتجنبوا كل ما قد يضر بالصحة أو المال أو الدين.