عاجل

لماذا نقول سيدنا محمد؟.. علي جمعة يوضح الأدلة ويؤكد الاستحباب

لماذا نقول سيدنا
لماذا نقول "سيدنا محمد"؟.. د.علي جمعة يوضح

في سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية حول حكم إطلاق لقب "سيدنا" عند ذكر اسم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية سابقًا، أن ذلك مستحب شرعًا، بل هو من كمال الأدب مع مقام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد فصّل الأدلة الشرعية والفقهية على ذلك، مؤكدًا أن جمهور العلماء اتفقوا على مشروعية إطلاق السيادة على النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

الأدب الإلهي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم

استند الدكتور علي جمعة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد علمنا الأدب مع النبي عليه الصلاة والسلام، حيث لم يخاطبه باسمه المجرد مثل باقي الأنبياء، بل قال: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ﴾ [المائدة: 41]، ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ [الأنفال: 64].
كما أمرنا الله عز وجل بتوقير النبي وتعظيمه فقال تعالى: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ﴾ [الفتح: 9].

ومن توقير النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نطلق عليه لقب "سيدنا"، وهذا ما أوضحه المفسرون أمثال السدي وقتادة، مؤكدين أن تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسويـده (أي إقراره بالسؤدد والسيادة) جزءٌ لا يتجزأ من الأدب الإسلامي.

إجماع الأمة على سيادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

أكد الدكتور علي جمعة أن علماء الأمة قد أجمعوا على أن السيادة ثابتة لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد نقل الإمام الشرقاوي أن كلمة "سيدنا" أصبحت علمًا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بحيث لا يُذكر إلا بها، ومن خالف في ذلك فهم قلة لا يُعتدّ بخلافهم.

الرد على من منع إطلاق السيادة

أوضح الدكتور علي جمعة أن الاعتراضات القليلة التي نُسبت إلى منع إطلاق السيادة لا تصمد أمام الأدلة الشرعية؛ فالأمر بتعظيم النبي موجود نصًا، والترك الوارد في بعض الروايات لا يدل على التحريم ولا على الكراهة، لأن الشرع قد يعتبر أحيانًا العرف، ومراعاة الأدب في الخطاب.

واستشهد بكلام الإمام الشافعي الذي قال:"كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف؛ لأن تركهم له قد يكون لعذر".

أدلة من السنة على ذكر السيادة

استدل الدكتور علي جمعة بنصوص واضحة من السنة تدل على مشروعية وصف النبي بالسيادة صراحة؛ منها ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الذي علم الناس صيغة الصلاة على النبي بقوله:

"اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاته على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك، امام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون."(رواه ابن ماجه وغيره وصححه عدد من المحدثين)

وأكد أن هذا الحديث دليل قاطع على أن إطلاق السيادة عند ذكر النبي عليه الصلاة والسلام مشروع ومستحب.

استحباب ذكر السيادة في الأذان والإقامة

أشار الدكتور علي جمعة إلى أن كثيرًا من علماء الشافعية والمالكية وغيرهم نصوا على استحباب ذكر السيادة حتى في ألفاظ الأذان والإقامة.

وقد ذكر العلامة الحافظ أحمد بن الصديق الغماري في كتابه "تشنيف الآذان" أن العمل بذكر السيادة كان جاريًا في بلاد المسلمين مثل القدس ودمياط، وأيده كبار العلماء.

خلاصة الفتوى

اختتم الدكتور علي جمعة فتواه بالتأكيد أن جمهور فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم ذهبوا إلى استحباب تقديم لفظ "سيدنا" قبل اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، سواء في الأذكار أو التشهد أو الأذان أو عند الكتابة والحديث.

وأكد أن الأدب مع سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم مقدمٌ دائمًا، وأن توقيره وتعظيمه واجب على كل مسلم.

تم نسخ الرابط