هل التصوف بدعة أم طريق إلى الله؟ .. فتوى الدكتور علي جمعة تكشف الحقائق

كشف الأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في فتوى رسمية عبر دار الإفتاء المصرية، أن التصوف علم من علوم الشريعة الإسلامية، وهو منهج تربوي يهدف إلى ترقية النفس البشرية للوصول إلى مرتبة الإحسان التي عرّفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (متفق عليه).
وأوضح فضيلته أن التصوف برنامج سلوكي يهتم بتطهير النفس من الأمراض الروحية وتقويم السلوك بما يتماشى مع تعاليم الإسلام السمحة، بعيدًا عن الشطط أو الانحراف.
شروط الطريقة الصوفية الصحيحة
وبحسب ما أوضح الدكتور علي جمعة عبر دار الإفتاء المصرية، فإن الطريقة الصوفية ينبغي أن تتميز بشرطين أساسيين:
- التمسك بالكتاب والسنة: فكل ما خالف القرآن الكريم والسنة النبوية فهو مرفوض وليس من التصوف الحقيقي.
- الالتزام بجوهر الشريعة: يجب أن تكون تعاليم الطريقة نابعة من روح الشريعة الإسلامية وغير منفصلة عنها.
وأشار إلى أن الطرق الصوفية بمثابة مدارس لتطهير النفس وتقويم السلوك، والشيخ فيها هو بمثابة القيم الذي يرشد المريدين بحسب احتياجاتهم الروحية.
الطريقة الرفاعية والخلوتية تحت ضوء الشريعة
وردًا على سؤال عن حكم الطريقة الرفاعية والخلوتية وغيرها من الطرق الصوفية، أكد الأستاذ الدكتور علي جمعة أن هذه الطرق مشهود لكثير من أعلامها بالفضل والتحقق بالكتاب والسنة.
وشدد على أن السلوك على يد شيخ والانضواء تحت راية طريقة صوفية أمرٌ جائز شرعًا، بشرط تحقق الضوابط الشرعية وعدم الخروج عن منهج الإسلام الصحيح.
تعدد الطرق وتنوع وسائل القرب من الله
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن الطرق الصوفية تختلف في مناهجها تبعًا لحاجة المريدين، مستشهدًا بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الصحابة، حيث كان يرشد كل شخص بما يناسب حاله.
فمنهم من أُوصي بكثرة الذكر، ومنهم من أُوصي بكثرة الصيام أو القيام أو قراءة القرآن، مؤكدًا أن المداخل إلى الله متنوعة، لكن الوجهة واحدة وهي رضوان الله تعالى.
التصوف علم له أصوله وأهله
واختتم فضيلة الدكتور علي جمعة حديثه بأن التصوف علم كبقية علوم الشريعة، له موضوعه وأهله ومنهجه، والسير فيه يعتبر رجوعًا لأهل الاختصاص، والميزان دائمًا وأبدًا هو الكتاب والسنة مع التخصص والفهم العميق للنفس الإنسانية.