كيف تكون سببًا في سعادة الآخرين ؟ وصية نبوية تضيء لك الطريق

في عالمنا المعاصر المليء بالتحديات والضغوط النفسية، أصبح من المهم أن يتعلم الإنسان كيف يمكنه أن يكون سببًا في سعادة الآخرين. إذ يحتاج كل فرد إلى كلمة طيبة تفتح له أبواب الأمل والتفاؤل، وتنعش قلبه في ظل الأزمات الحياتية المتلاحقة. وقد أهدانا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم العديد من الوصايا التي تهدف إلى نشر السعادة بين الناس، وتوجيههم نحو اليسر والتبشير.
وفي هذا السياق، نشر فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، دعاء وصية نبوية عظيمة تجمع بين اليسر والتبشير، وتحذر من التعسير والتنفير، مما يساهم في نشر السعادة في قلوب الناس.
اليسر والبشر.. مفتاح القلوب والأرواح
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا» [صحيح البخاري].
في هذا الحديث الشريف، يُوضِّح النبي صلى الله عليه وآله وسلم طريقة التعامل المثالية مع الناس، حيث يشير إلى ضرورة التيسير والتبشير. فالتعامل اليسير مع الآخرين هو جزء من الدعوة النبوية التي تدعو إلى الرحمة واللطف، وتهدف إلى إدخال السرور على قلوب الآخرين. فالمسلم يُطلب منه أن يتحلى بالرفق واللين في كل تصرفاته، وأن يبتعد عن التعسير والشدة، وذلك اقتداءً برسول الله الذي كان دائمًا مصدر رحمة وهداية.

كن مصدر نور لا مصدر ظلمة
وقد أن الإيمان الحقيقي ينعكس على أخلاق الإنسان، حيث تكون من مظاهره أن يصبح المؤمن سببًا في سعادة الآخرين لا في تعاستهم. إن الكلمة الطيبة تعد صدقة، والابتسامة هي مفتاح القلوب، أما التعامل باللين والرفق فيفتح أبواب المحبة والقبول. بذلك، يصبح الإنسان نورًا يسري بين الناس، ينشر الخير، ويزرع الأمل في قلوب من حوله.
تطبيق الوصية النبوية في حياتنا اليومية
بتطبيق وصية النبي صلى الله عليه وسلم "يسّروا ولا تعسِّروا"، يصبح المسلم شخصًا فاعلًا في مجتمعه، ينشر الإيجابية والطمأنينة، ويساعد في تخفيف الآلام والهموم عن الآخرين. التيسير والتبشير هما السبيل لتحقيق السلام الداخلي والخارجي، كما أنهما مفتاح القبول الاجتماعي، إذ إن الناس تميل إلى التعامل مع أولئك الذين يخففون عنهم، ويشجعونهم ويعطونهم الأمل.
وصية نبوية تضيء لنا درب الحياة
إن السعادة التي نسعى إليها ليست محصورة في أمور مادية أو سطحية، بل هي تتجسد في طريقة تعاملنا مع الآخرين، في إظهار الرفق والرحمة، وفي نشر الأمل والإيجابية. إن العمل بتوصية النبي "يسّروا ولا تعسِّروا" سيؤدي إلى تحقيق النجاح الشخصي والاجتماعي، ويجعل من المؤمن نموذجًا يُحتذى به في التعامل الحسن مع الناس.
أثر تطبيق الوصية على الفرد والمجتمع
عندما يعمل المسلم بهذه الوصية النبوية، فإن أثر ذلك يعود عليه وعلى المجتمع بأسره، فكلما سعى المسلم للتيسير والتبشير، قلّت الخلافات والنزاعات، وتزايدت أواصر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع. هذه الوصية ليست مجرد كلمات نبيلة، بل هي منهج حياة يعزز من قدرة الإنسان على إحداث تأثير إيجابي في العالم من حوله.