هل يجوز للمرأة الذهاب للحج بمال خطيبها أو زوجها؟ .. أمينة الفتوى تجيب

أوضحت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريحاتها الأخيرة أن الفتاة المخطوبة، طالما كانت في بيت والدها الذي يتولى شؤونها المالية، فإن الولي عليها هو والدها، وهو المخوّل بالموافقة على سفرها لأداء فريضة الحج، وأضافت أن الفتاة لا تحتاج إلى إذن خطيبها في هذا الشأن، مشيرة إلى أن إعلام الخطيب بالسفر يعتبر من باب الحفاظ على الود والتفاهم تمهيدًا لحياة زوجية مستقرة، ولا يُعد واجبًا شرعيًا.
خطيب الفتاة ليس له الحق في الاعتراض
وقالت أمينة الفتوى خلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم في برنامج "حواء" المذاع على قناة الناس، أن "السيدة طالما ما زالت في بيت والدها، يبقى الولي عليها هو أبوها، وهو الذي يتولى نفقاتها ويجب أن ترجع إليه في الأمور المتعلقة بالسفر، والخطيب يعلم بالأمر فقط كنوع من التعاون والاحترام المتبادل تمهيدًا للحياة الزوجية، لكنه ليس ملزمًا باستئذانه، ولا له الحق في الاعتراض".
من باب الهدية
أما بخصوص سفر الفتاة للحج بأموال خطيبها، فقد أكدت السعيد أنه إذا كان الخطيب هو من عرض عليها تمويل السفر لأداء فريضة الحج، فهذا يُعد من باب الهدية، ويجوز لها قبول هذه الهدية دون أي مشكلة شرعية، وأوضحت أن "إذا كان الخطيب موافقًا ومرتاحًا للموضوع، فلا مانع من أن يُسافر معها ويعطيها المال لأداء الحج، ولا يوجد إشكال شرعي في ذلك."
الزوج ليس ملزمًا بنفقة الحج على زوجته
وفيما يتعلق بحالة الزوج، ذكرت السعيد أن الزوج ليس ملزمًا بنفقة الحج على زوجته، حيث إن النفقة الواجبة عليه تتعلق أساسًا بالمسكن والملبس والمأكل والتداوي، وأكدت أن "نفقة الحج ليست من النفقة الواجبة على الزوج، ولكن إذا كان الزوج قادرًا ووافق على تحمل تكاليف الحج لزوجته، فهذا عمل حسن ويُثاب عليه، كما يحصل على أجر كبير لمساعدته لها في أداء فريضة الحج".
وأوضحت أمينة الفتوى أيضًا أنه إذا قرر الزوج عدم دفع نفقات الحج وقال لزوجته إن الحج عبادة خاصة بها، فلا يقع عليه إثم أو ذنب في ذلك، لأن الحج فريضة شخصية، وعلى الشخص نفسه أن يسعى لها إذا كان قادرًا عليها.
وأكدت السعيد أن في كل الأحوال، نية أداء الحج يجب أن تكون خالصة لله، وأن الحج فريضة عظيمة يجب أن تُؤدى بما يرضي الله سبحانه وتعالى، وبالتالي سواء كان التمويل من الخطيب أو الزوج، فطالما كانت النية صافية فإن ذلك لا يؤثر على صحة العبادة.
خلاصة الفتوى:
- لا تحتاج المخطوبة إلى إذن خطيبها للسفر للحج إذا كانت تحت ولاية والدها.
- سفر المخطوبة للحج بمال خطيبها يعتبر هدية ولا مشكلة فيه طالما أن الخطيب موافق.
- الزوج ليس ملزمًا بنفقة الحج على زوجته، ولكن إذا وافق وأعانها على أدائها، فهو يُثاب على ذلك.
من المهم للمرأة أن تسعى لأداء فريضة الحج إذا كانت قادرة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على التوازن والاحترام في العلاقات الشخصية مثل العلاقة مع الخطيب أو الزوج، مع التأكيد على أن القيم الدينية والشرعية يجب أن تكون دومًا في المقام الأول.