فضل تعلم القرآن وتعليمه أبرزها الشفاعة يوم القيامة.. لا يفوتك الأجر

لا يزال القرآن الكريم منذ نزوله نورًا يبدد ظلمات الجهل، وهدايةً ترشد السالكين إلى طريق الحق والخير. وقد جاءت النصوص الشرعية حافلة ببيان فضل تعلم القرآن وتعليمه، مما يدل على أن هذا العمل الجليل في قمة سلم الأولويات للمسلم الذي يسعى لرضا الله تعالى.
روى الإمام البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“خيركم من تعلم القرآن وعلمه.”
وفي هذا الحديث دلالة عظيمة على أن أرقى منازل الخير ينالها من أقبل على كتاب الله حفظًا وفهمًا وتعليمًا.
ويتفق العلماء أن لتعلم القرآن فضائل دنيوية وأخروية كثيرة، منها:
1. خير الناس:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“خيركم من تعلم القرآن وعلمه.” (رواه البخاري)
2. الارتقاء في درجات الجنة:
يقال لقارئ القرآن يوم القيامة:
“اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.” (رواه الترمذي)
3. الشفاعة يوم القيامة:
القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.” (رواه مسلم)
4. نور وهداية في الدنيا:
القرآن ينير القلب ويهدي السلوك، قال تعالى:
“قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين.” (المائدة: 15)
5. طمأنينة القلب وسكينة النفس:
قراءة القرآن تبعث الطمأنينة، كما قال تعالى:
“ألا بذكر الله تطمئن القلوب.” (الرعد: 28)
6. تكفير الذنوب ورفعة الدرجات:
كثرة تلاوة القرآن والعمل به سبب لمغفرة الذنوب وعلو المنزلة.
7. أجر عظيم على كل حرف:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.” (رواه الترمذي)
8. تربية النفس على التقوى والاستقامة:
القرآن يزرع الخوف من الله، ويحث على طاعته، وينهى عن المعاصي.
9. من أسباب رحمة الله بالعبد:
القرآن يجلب الرحمة والبركة في الحياة والعمل.
10. حماية من الفتن:
التمسك بالقرآن يحفظ المسلم من الانحراف وسط الفتن والمغريات
أما بالنسبة للقدر الواجب حفظه على المكلف، فقد أجمعت أقوال الفقهاء على أن أقل ما يجب حفظه هو سورة الفاتحة، لأنها ركن أساسي في كل ركعة من الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونها. قال صلى الله عليه وسلم:
“لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.” (رواه البخاري ومسلم).
ويُستحب بعد ذلك أن يحفظ المسلم سورًا قصيرة من جزء “عمّ” مثل: الإخلاص، الفلق، الناس، والكوثر، حتى يؤدي صلاته بخشوع ويقرأ في الركعات المختلفة.
ويُشجع العلماء والمربون على أن لا يقتصر الأمر عند المسلم على الحد الأدنى، بل يحثون على المداومة على حفظ القرآن كاملاً أو أجزاء كبيرة منه، لما فيه من الخير والبركة في العمر والعمل والنسل.
في هذا السياق، تؤكد المؤسسات الدينية على أهمية دعم مراكز تحفيظ القرآن وتشجيع الأطفال منذ صغرهم على البدء بالحفظ، لأن ما يُغرس في الصغر يبقى أثره حتى الكبر. كما يشير الخبراء إلى أن تعلم القرآن يساعد في تنمية القدرات العقلية، وزيادة التركيز، وبناء شخصية متوازنة قائمة على مبادئ قوية.
وفي الختام، فإن تعلم القرآن وتعليمه هو مشروع حياة لكل مسلم ومسلمة؛ به تحفظ النفس، وتسمو الروح، ويعلو شأن الأمة الإسلامية بين الأمم. ومن لم يبدأ بعد، فالفرصة ما زالت قائمة… فمن تمسك بكتاب الله فقد فاز فوزًا عظيمًا