ساحر الجريد.. الأسطى محمد يبدع في تحويل جذوع النخيل لأثاث منزلي بالمنيا (صور)

تتشابك خيوط الماضي بالحاضر، ينهض فنان أصيل ليحول بقايا النخيل الجامدة إلى قطع أثاث منزلية أنيقة ودافئة، تنطق بجمال الطبيعة وسحر الحرفية اليدوية، الأسطى محمد صلاح القفاص، أبن محافظة المنيا، كما يعرفه أهالي المدينة، لم ير في جريد النخل مجرد مخلفات زراعية، بل اكتشف فيه كنزًا دفينًا ينتظر أن تبعث فيه الحياة من جديد، ليصنع منه كراسي وأنتريهات وأعمالًا فنية فريدة تأسر الأنظار.

بأنامل ماهرة وقلب عاشق لهذه الحرفة الموروثة، يقضي الأسطى محمد ساعات طويلة في ورشته المتواضعة أمام منزله، يحول خوص النخيل الجاف إلى هياكل متينة وتصميمات مبتكرة، يبدأ الأمر بجمع الجريد وتجفيفه وتقطيعه بعناية، ثم يبدأ في نسج الخيوط المتينة ليشكل منها قواعد الكراسي والأنتريهات، مضيفًا لمسات فنية تضفي على كل قطعة طابعًا مميزًا يعكس ذوقه الرفيع وإتقانه للحرفة.
"ورثت هذه الصنعة عن والدي، وعشقتها منذ نعومة أظفاري" بهذه الكلمات البسيطة يعبر الأسطى محمد عن ارتباطه الوثيق بمهنة صناعة الأثاث من جريد النخل، ويضيف بابتسامة أن الجريد فيه بركة وجمال، وبيتحول في الإيد الشاطرة لأي حاجة تتخيلها، نفسي أرجع زمن بيوتنا القديمة اللي كانت مليانة بالدفء والأثاث المصنوع بإيدينا.

تتنوع إبداعات الأسطى محمد بين الكراسي المريحة ذات التصميمات العصرية والتقليدية، والأنتريهات الأنيقة التي تضفي لمسة جمالية طبيعية على أي منزل، بالإضافة إلى بعض التحف الفنية والقطع الديكورية التي تحمل بصمته الخاصة، ورغم جودة منتجاته وتميزها، إلا أن الأسطى محمد يواجه صعوبات في تسويق أعماله وتوسيع مشروعه الصغير.

واوضح الأسطي محمد، أن السوق يحتاج دعم للمنتجات اليدوية الأصيلة، ويتمني أن يشاهد دعم لو دعم بسيط يساعده في تطوير ورشته ليستطيع المشاركة في المعارض لعرض هذه المنتجات اليدوية، مؤكداً أن هذه الصناعة تساعد علي إخراج الإبداع حتي لا تندثر وتكون مصدر رزق للعديد من الشباب.
وأختتم الأسطى محمد حديثه، أن حلمه بسيط ولكنه يحمل في طياته قيمة كبيرة، فهو لا يسعى فقط لتوسيع رزقه، بل يطمح أيضًا في الحفاظ على حرفة تقليدية عريقة ونقلها للأجيال القادمة، ليظل جمال جريد النخل يزين بيوتنا ويحكي قصصًا من قلب صعيد مصر.