كيف كان البابا فرنسيس رمزًا للأناقة والبساطة وماهي قصة الحذاء الأسود؟

عندما نفكر في الإرث البابوي، قد لا تكون الموضة أول ما يخطر في بالنا، لكن البابا فرنسيس، الذي غادر عالمنا يوم الاثنين الماضي، ترك بصمة خاصة في عالم الأناقة بطريقته البسيطة والمميزة، بحسب ما نقلته شبكة سي إن إن.
اشتهر فرنسيس بملابسه الكريمية الناعمة وحذائه الجلدي الأسود العملي، بعيدًا عن المبالغة أو التكلف، ومنذ لحظة انتخابه في 2013، لفت الأنظار باختياراته المتواضعة، حيث سلطت صحيفة " التايمز الأمريكية " الضوء على الحذاء الأسود البسيط، الذي صممه له صديق قديم في مسقط رأسه بوينس آيرس.

في المقابل، كان سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر يفضل إطلالات أكثر فخامة، مثل الصلبان المزينة بالجواهر والأحذية الحمراء اللامعة، وحتى قبعة مخملية شهيرة استدعت تشبيهات بسانتا كلوز.

البابا الذي غزا مجلات الأزياء
سرعان ما اكتسب البابا فرنسيس شهرة لأسلوبه البسيط، حتى أن مجلة "ذا كت" وصفته بأنه "البابا المثالي"، فيما منحته مجلة "إسكواير" لقب "الرجل الأكثر أناقة" لعام 2013، وحقق إنجازًا آخر عندما أصبح أول بابا يظهر على غلاف "رولينج ستون"، وفق ما أشارت إليه شبكة سي إن إن.
وفي عام 2023، اجتاحت الإنترنت صورة للبابا مرتديًا معطفًا أبيض منفوخًا – صورة أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي – مما زاد من اهتمام الجمهور بطريقته البسيطة في الظهور.

وفي تعليق له، قال ماكس بيرلينجر من مجلة "إسكواير" لشبكة سي إن إن: "في حين أن بعض المشاهير يتألقون على السجادة الحمراء فقط، فإن خيارات البابا فرنسيس كانت انعكاسًا لتحول أعمق ورؤية جديدة للكنيسة الكاثوليكية".

أكثر من مجرد أناقة
كما تؤكد شبكة "سي إن إن" أن الفرق بين مظهر البابا فرنسيس وسابقيه لم يكن فقط اختلافًا في الأسلوب، بل كان يحمل رسالة عميقة، فبينما استخدم البابا بنديكتوس ملابسه لإبراز الارتباط بالتقاليد والرمزية التاريخية، كان فرنسيس يبعث برسالة تواضع وقرب من الناس.
وفقًا لكارول ريتشاردسون، المؤرخة بجامعة إدنبرة، فإن اختيارات بنديكتوس للأزياء كانت بمثابة تذكير بالاستمرارية التاريخية للكنيسة، في حين اختار فرنسيس أن يركز على الجوانب الإنسانية والأخلاقية لدور البابا.

ألوان بسيطة ورسالة أوضح
رغم أن الأحمر والأبيض هما اللونان التقليديان للزي البابوي، اختار البابا فرنسيس أن يبقي مظهره بسيطًا، مع حفاظه على طابع متواضع لا يخلو من الأناقة.
وهكذا، لم يكن أسلوب البابا مجرد اختيار شخصي، بل انعكاس صادق لفلسفته في الحياة، ورسالة عالمية تدعو إلى البساطة، والتواضع، والرحمة.
