عاجل

حكم إمامة الصبي في صلاة الفريضة: جائزة بشروط معينة

إمامة الصبي في الصلاة
إمامة الصبي في الصلاة

في إطار اهتمام المسلمين بقضايا العبادات وأحكام الصلاة، تلقّت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول حكم إمامة الصبي المميز وأكدت الدار أن إمامة الصبي جائزة بشرط أن يكون مميزًا، أي قادرًا على الفهم والإدراك، ويؤدي الصلاة بشروطها وأركانها الأساسية بطريقة صحيحة، وهو ما اتفق عليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن السن التقديري للتمييز غالبًا ما يكون ابتداءً من سن السابعة، مستشهدةً بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:
“مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر” (رواه أبو داود).
كما استدلت بما رواه الإمام البخاري عن عمرو بن سلمة، حيث قال:
“قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يؤمنا أصغرنا أكثرنا قرآنًا.”

وبينت الدار أن جواز إمامة الصبي يشترط ألا يكون هناك بالغ أقرأ أو أعلم موجودًا، وفي حال توفر بالغ تتوافر فيه شروط الإمامة، يكون الأولى تقديمه حفاظًا على الأكمل في إقامة الصلاة.

شروط صحة إمامة الصبي المميز تشمل:
• أن يكون على علم بكيفية أداء الصلاة بشكل صحيح، ولا يخل بأركانها أو شروطها.
• أن يتقن قراءة الفاتحة على وجه صحيح؛ لأن قراءتها ركن لا تصح الصلاة إلا به.
• ألا يخطئ في الأحكام الجوهرية للصلاة.
• أن تكون إمامته برضا المأمومين، خاصة في الصلوات العامة.

من جهة أخرى، أوضحت دار الإفتاء أن بعض الفقهاء ذهبوا إلى القول بكراهة إمامة الصبي في الفريضة، استنادًا إلى أن البلوغ علامة من علامات تحمل التكليف الشرعي، وهو الأكمل في الإمامة، فيما أُجمع تقريبًا على جواز إمامته في صلاة النافلة.

وأكدت دار الإفتاء في ختام بيانها أن الشريعة الإسلامية راعت التيسير والرحمة، وأنه لا حرج في إمامة الصبي المميز عند الحاجة، خصوصًا في البيوت أو المدارس أو الأماكن التي يندر فيها وجود إمام بالغ، مع ضرورة تدريب النشء على تحمل المسؤوليات الدينية والاجتماعية مبكرًا.

رأي دار الإفتاء في تعويد الأطفال على الصلاة:

أكدت دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف أهمية تعويد الأطفال على الصلاة منذ سن مبكرة، مشيرةً إلى أن غرس هذه العبادة العظيمة في نفوس الصغار يمثل أساسًا قويًا لبناء شخصية إيمانية متوازنة في المستقبل.

وأوضحت الشؤون الدينية أن الإسلام حث على تعليم الأطفال الصلاة وأمرهم بها وهم في سن السابعة، انطلاقًا من الحديث النبوي الشريف:
“مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع” (رواه أبو داود).
وأكدت أن التعليم المبكر يرسخ قيمة الالتزام والانضباط، وينشئ الطفل على محبة الصلاة وأداء الفرائض دون تهاون.

مراحل تعويد الطفل على الصلاة:
• منذ الطفولة المبكرة: يبدأ الوالدان بغرس محبة الصلاة في قلب الطفل من خلال مشاهدته لهم أثناء أدائها، وتعليمه بعض الكلمات البسيطة عن أهمية الصلاة ومكانتها.
• عند سن السابعة: يجب أمر الطفل بأداء الصلوات الخمس، مع التشجيع المستمر بلطف وتحفيز إيجابي، دون استخدام العنف أو القسوة.
• في سن العاشرة: إذا أصر الطفل على ترك الصلاة بعد النصح المتكرر، يتم اللجوء إلى التوبيخ التربوي الذي أقرته الشريعة، بهدف التهذيب وليس الإيذاء.

وسائل عملية لتحبيب الصبي في الصلاة:


• استخدام القصص النبوية والبطولات الإسلامية لربط الصلاة بالقدوة الحسنة.
• تقديم المكافآت الرمزية عند الانتظام في أداء الصلاة.
• إشراك الطفل في أداء الصلوات جماعة داخل البيت أو المسجد.
• جعل الصلاة وقتًا محببًا عبر الدعاء بعد الصلاة ومداعبته بلطف.

كما شددت دار الإفتاء على ضرورة أن يكون الوالدان قدوة صالحة لأولادهم، لأن الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى تقليد الكبار، موضحة أن الإهمال في هذه المرحلة قد يؤدي إلى ضعف الالتزام الديني مستقبلاً.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد أن تعويد الصبي على الصلاة هو مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمسجد، مشيرة إلى أن الاستثمار الحقيقي للأمة هو في بناء أجيال تعبد الله حق العبادة منذ نعومة أظفارها

تم نسخ الرابط