«الميت يشعر ويسعد».. فتوى تلامس القلوب عن زيارة القبور في يوم الجمعة

أجابت دار الإفتاء المصرية، عبر فتوى من الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الجمهورية الأسبق، عضو كبار العلماء الأزهر الشريف على سؤال ورد من سائلة تقول إنها لا تتمكن من زيارة قبر والدها إلا مرات قليلة، وتسأل عن حكم ذلك، وهل يشعر الميت بزيارة أهله ويفرح بها؟
الإفتاء: زيارة النساء للمقابر جائزة بشرط الالتزام بالآداب الشرعية
أكد الدكتور علي جمعة أن زيارة النساء للمقابر جائزة شرعًا، بشرط أن تلتزم المرأة بالآداب الشرعية من الحشمة والوقار، وتكون الزيارة بغرض العبرة والاتعاظ، لا النياحة أو الاعتراض على قدر الله.
وأوضح أن هناك بعض الاعتقادات الخاطئة التي قد تكون منتشرة بين بعض الناس حول منع النساء من زيارة المقابر، حيث أكد أن هذا ليس صحيحًا. بل يندب للمرأة أن تزور المقابر إذا كانت الزيارة تذكرها بالآخرة وتزيدها تعلقًا بالله، بشرط عدم وجود مخالفات شرعية مثل رفع الصوت بالبكاء أو شق الجيب.
وفيما يتعلق بالنية وراء الزيارة، أكد الدكتور علي جمعة أن الغرض من زيارة القبور يجب أن يكون تذكيرًا بالموت والآخرة، والنظر في حال الأموات كموعظة. وأضاف أن النية الطيبة لهذه الزيارة تساهم في تعزيز الصلة بالآخرة وتطهير القلب من الشواغل الدنيوية.
الميت يفرح بزيارة أهله ويسعد بهم
في جزء آخر من الفتوى، بشر الدكتور علي جمعة كل من يزور أحبّته من الأموات بأن الميت يفرح بزيارة أهله له ويسعد بها، وهو ما ثبت في الأثر عن سلف الأمة. فزيارة القبور لها أثر معنوي عميق على الميت، إذ إن روحه قد تشعر بتلك الزيارة وتنتفع بها. وقد ذكر العلماء أن الدعاء للميت وقراءة القرآن له يصل إليه ويؤثر عليه في قبره.
وأشار إلى أن الفكرة المنتشرة بأن الميت لا يشعر بأي شيء بعد موته هي فكرة غير صحيحة، بل إن الميت يشعر بما يحدث من حوله، بما في ذلك الدعاء والصدقات التي تُهدي إليه.
الاستمرار في زيارة الميت والدعاء له
فيما يتعلق بتقليص عدد الزيارات، أكد فضيلته أن السائلة التي تسأل عن حكم تقليل الزيارة لوالدها المتوفى لا تحمل إثمًا في ذلك، ولكن يُستحب لها أن تزوره كلما استطاعت، وأن تدعو له وتستغفر له، وتُهدي له ثواب الأعمال الصالحة. وأوضح أن تلك الأعمال التي يُهدى ثوابها للميت تفرحه وتُخفف عنه ما قد يكون يعانيه من أذى في القبر.
من النصائح التي أضافها فضيلته هي ضرورة أن يسعى الأحياء لتحسين علاقاتهم بالأموات من خلال الدعاء لهم المستمر، والصدقة الجارية، وأن يظلوا متمسكين بالنية الطيبة في أي زيارة أو فعل صالح يقومون به.
زيارة المرأة للمقابر أمر جائز شرعًا طالما روعيت فيه الآداب الشرعية. فالميت يشعر بزيارة أحبّته ويفرح بها، حيث إن الأعمال الصالحة التي تُهدى له تصل إليه وتنعكس على حاله. لذا، يجب أن تكون الزيارة تذكرة وعبرة، وليست مناسبة للجزع أو الحزن المفرط. وإذا كان الهدف من الزيارة هو تذكير النفس بالآخرة والإيمان بالله، فإن ذلك سيكون له أكبر الأثر في الروح ويعود بالنفع على الأحياء والأموات.