عاجل

قصة يحيى عليه السلام.. نبيٌ زكاه الله منذ الطفولة ورفع شأنه

قصة يحيى عليه السلام
قصة يحيى عليه السلام

في زمنٍ قلّ فيه الصدق، وكثرت فيه الفتن، وُلد نبيٌ طاهر، حمل من اسمه الحياء، ومن سيرته النقاء. إنه يحيى عليه السلام، النبي الذي اصطفاه الله وزكّاه منذ نعومة أظفاره، وأمره بحمل الرسالة وهو لا يزال غلامًا. في هذا التقرير، نتناول قصة نبي الله يحيى عليه السلام.

من هو يحيى عليه السلام؟

يحيى بن زكريا عليهما السلام، نبي من أنبياء بني إسرائيل، وهو ابن نبي كريم دَعَا الله أن يرزقه ولدًا صالحًا رغم كبر سنّه، فاستجاب الله دعاءه ووهبه يحيى:
"يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا" [مريم:7].

يحيى عليه السلام.. أول من سُمي بهذا الاسم

ما أجمل أن يُميزك الله حتى باسمك! لم يُسمّ أحد قبل يحيى بهذا الاسم، وقد جاء ذكره في القرآن الكريم مرات عدة، وصفه الله بأنه كان تقيًا، طاهر القلب، رحيمًا، عفيفًا، بارًا بوالديه، بعيدًا عن العصيان أو التكبر.

صفات نبي الله يحيى

من الصفات التي ذكرها القرآن في وصف يحيى عليه السلام:

حكيم في صغره: قال تعالى:"وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا" [مريم:12] أي أن الله وهبه الحكمة والنبوة وهو لا يزال في سن الطفولة.

عابد زاهد: عاش زاهدًا في الدنيا، منقطعًا لعبادة الله، وكان كثير البكاء من خشية الله.

بار بوالديه: لم يكن جبارًا ولا عاصيًا، بل من أبرّ الناس بوالديه، وكان مثالًا للطاعة والتواضع.

دعوته وبشارته بعيسى عليه السلام

كان يحيى عليه السلام يُبلغ رسالة الله إلى بني إسرائيل، يدعوهم للتوبة والطهارة، وينهى عن الفجور والفساد. وكان له دور مهم في التبشير بمجيء عيسى عليه السلام، فكان يُمهّد الطريق له ويؤكد صدق نبوّته، وقد ورد ذكرهما معًا في أكثر من موضع في القرآن الكريم.

استشهاد يحيى عليه السلام.. نهاية مؤلمة لنبي عظيم

كانت نهاية يحيى عليه السلام مأساوية، فقد قتلته يد الطغيان بسبب مواقفه الصادقة في الحق، حيث رفض فتوى باطلة لملك ظالم أراد أن يتزوج امرأة لا تحل له، فأمر الملك بقتله، وقُتل نبي الله ظلمًا وعدوانًا، وكان ذلك من أعظم الفجائع في تاريخ بني إسرائيل.

دروس من قصة يحيى عليه السلام

الثبات على الحق: حتى في وجه الظلم والطغيان، لم يتنازل يحيى عن موقفه.

بر الوالدين: درس عظيم في الطاعة والرحمة.

العبادة والزهد: مثال للنقاء الروحي والبعد عن الدنيا.

الحياء والعفة: صفات عظيمة جعلت منه رمزًا للطهارة في كل الأديان.

لماذا نحتاج أن نتذكر يحيى اليوم؟

في زمن تتغير فيه القيم وتُبدل فيه المبادئ، نحتاج إلى أن نستحضر سيرة الأنقياء أمثال يحيى عليه السلام، فقصته نور في طريق الحائرين، وعبرة للمربين، ومثال حيّ على أن الصدق مع الله طريقٌ للفوز برضاه مهما كان الثمن.

تم نسخ الرابط