هل يجوز للصبي المُميز أن يؤم أمه في الصلاة ؟.. الإفتاء توضح

في ظل سعي الأسر المسلمة لغرس العبادات في نفوس أبنائهم منذ الصغر، يظهر تساؤل متكرر بين الأمهات: هل يجوز أن يؤم الطفل المميز أمه في الصلاة؟ وهل تُقبل صلاتها خلفه؟
هل يجوز أن يؤم الطفل المميز أمه في الصلاة؟
سؤال شرعي أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، موضحة الحكم التفصيلي ومتى تكون الإمامة صحيحة، ومتى يُفضّل اجتنابها.
من هو الصبي المُميز؟
الصبي المُميز هو من بلغ سن التمييز، أي الذي يفهم الخطاب ويستطيع الرد عليه، ويُدرك معنى الصلاة وأفعالها وأركانها. وغالبًا ما يكون ذلك من سن السابعة تقريبًا، وقد يزيد أو ينقص باختلاف قدرات الطفل ونموه العقلي.
وقد ورد في الحديث الشريف:
“مُروا أولادكم بالصلاة لسبع…” [رواه أبو داود]، مما يدل على أن هذا السن يُعد بداية التمييز والتكليف التربوي، لا الشرعي الكامل.
حكم إمامته لأمه.. الجواز بشروط
أكدت دار الإفتاء أن إمامة الصبي المُميز لأمه أو من في بيته من النساء جائزة شرعًا، وصلاة من يأتم به صحيحة، إذا توفرت فيه الشروط التالية:
• أن يكون يحسن قراءة الفاتحة وأداء أركان الصلاة.
• أن يؤدي الصلاة على وجهها الصحيح دون لحن مخل أو جهل بأركانها.
• أن يكون في كامل طهارته البدنية والملبسية.
ولا يُشترط البلوغ في هذه الحالة، لأن الإمامة هنا تقع في دائرة النافلة أو التعليم أو الحاجة داخل البيت، لا في المساجد أو الجماعات العامة.
لكن الأفضلية تبقى لإمامة البالغ
ورغم صحة الصلاة خلف الصبي المميز، إلا أن بعض الفقهاء رجّحوا أن إمامة البالغ أولى، خاصة في الفروض، لأنها أكثر اطمئنانًا واستكمالًا لشروط الإمامة.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن إمامة الصبي تكون مكروهة إذا وُجد بالغ أجود منه وأعلم بأحكام الصلاة.
أبعاد تربوية وروحية
تشجيع الطفل على الإمامة له أثر تربوي عظيم، حيث يشعره بالثقة ويُعزّز لديه حبّ الصلاة والالتزام بها، كما يُعلّمه مسؤولية الجماعة والقيادة في الخير. وفي هذا الإطار، تؤكد دار الإفتاء على أن دين الإسلام دين يُشجّع النشء على المشاركة في العبادة، والتفاعل مع الطاعات مبكرًا، ليشبّ عليها قلبه ويثبت عليها سلوكه وحتى يصبح معتاد عليها من الصغر.