هل ينقص أجري.. ما حكم تأخير صلاة العشاء حتى منتصف الليل؟

في ظل انشغال الناس وتغيّر أنماط الحياة اليومية، يكثر السؤال حول جواز تأخير صلاة العشاء، خصوصًا من العاملين لوقت متأخر أو أولئك الذين يرتبطون بظروف عائلية أو اجتماعية تمنعهم من أداء الصلاة في أول وقتها.
فما الحكم الشرعي لتأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل؟ ومتى يصبح التأخير غير جائز؟
الوقت الشرعي لصلاة العشاء
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن وقت صلاة العشاء يبدأ شرعًا من مغيب الشفق الأحمر (بعد صلاة المغرب مباشرة)، ويمتد وقتها حتى منتصف الليل، وهذا هو الوقت الأفضل لأدائها، بناءً على الحديث النبوي الشريف.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:“ووقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط” [رواه مسلم]، أي أن الصلاة تؤدى في هذه الفترة دون حرج، بشرط ألا تتعدى منتصف الليل إلا لعذر.
هل يجوز التأخير بعد منتصف الليل؟
بحسب الفتوى، فإن تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل من غير عذر مكروه شرعًا، لكنه لا يُبطل الصلاة، بمعنى أن من أداها بعد منتصف الليل فصلاته صحيحة، لكنه فوّت فضيلة أداء الصلاة في وقتها المختار.
أما إذا وُجد عذر كالنوم أو المرض أو الانشغال القهري، فلا إثم على المُصلّي، ويُؤجر بنيّته والتزامه، مع التأكيد على ضرورة عدم التهاون والتكاسل عن أداء الفرض في وقته دون مبرر.
الرسالة للمسلمين: لا تؤخرها بلا سبب
تؤكد دار الإفتاء أن الحرص على أداء الصلاة في أول وقتها هو علامة إيمان وتعظيم لأوامر الله، مشيرة إلى أن الصلاة ليست عبئًا يُؤجَّل، بل راحةٌ للنفس واستراحة للقلب.
وتختم بالقول: “من أخر صلاة العشاء لعذر، فله أن يؤديها متى استطاع قبل طلوع الفجر، أما من أخّرها بلا عذر، فقد خالف السنة، وإن كانت صلاته صحيحة”
دار الإفتاء توضح فضل صلاة العشاء :
• صلاة العشاء من أعظم الصلوات أجرًا، والمحافظة عليها علامة على قوة الإيمان والالتزام.
• حديث نبوي شريف:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل”
[رواه مسلم].
• من صلى العشاء والفجر في جماعة، كأنما صلى الليل كله، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
• ثقيلة على المنافقين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء…”
[رواه البخاري ومسلم]، مما يدل على أن الالتزام بهما من علامات صدق الإيمان.
• صلاة العشاء راحة للبدن وسكينة للنفس، وتختم بها أعمال اليوم بطاعة وذكر.
• تُعدّ من الصلوات التي ترفع الدرجات وتُكفّر السيئات، وخاصة عند أدائها في المسجد مع الجماعة.
• ينال بها المسلم أجرًا عظيمًا حتى لو صلاها منفردًا، لكن الأفضل في جماعة إن أمكن.
• دعوة من دار الإفتاء:
لا تؤخرها أو تنسها بسبب التعب أو الانشغال، فهي دقائق قليلة تُعادل كنوزًا من الحسنات