دار الإفتاء: أقل مدة للحيض يوم وليلة وأكثرها 15 يوما

في إطار الأسئلة الشائعة التي تتكرر بين النساء، خاصة في ما يتعلق بأحكام الطهارة والعبادات، يظل موضوع أقل مدة الحيض وأكثرها من أبرز ما يشغل أذهان المسلمات، خصوصًا مع تفاوت الحالات واختلاف الفتاوى. ويُعد هذا الموضوع من المسائل الفقهية التي اهتم بها علماء الإسلام قديمًا وحديثًا، لما له من أثر مباشر على أحكام الصلاة، والصيام، والطهارة، والعلاقة الزوجية.
الحيض في اللغة والشرع
الحيض في اللغة هو السيلان، أما في الشرع، فهو دم طبيعي يخرج من رحم المرأة في أوقات محددة، لحكمة تتعلق بجسدها وتكوينها الفسيولوجي. وقد وضع الفقهاء ضوابط دقيقة للحيض، من حيث مدته وصفته، لما يترتب عليه من أحكام شرعية.
ما هي أقل مدة للحيض؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية، نقلًا عن جمهور الفقهاء، أن أقل مدة للحيض هي يوم وليلة، أي أربع وعشرون ساعة متواصلة، وهذا هو المعتمد عند الشافعية والحنابلة، بينما يرى بعض المالكية أن الحيض قد يكون أقل من ذلك إذا توفرت صفاته المعروفة من لون ورائحة وألم.
أما إذا نزل الدم لمدة أقل من يوم وليلة، فلا يُعتبر حيضًا شرعًا، بل يُعد استحاضة، أي دم غير معتاد، ولا تترتب عليه أحكام الحيض، مثل ترك الصلاة أو الامتناع عن الصيام.
وما أكثر مدة للحيض؟
أما فيما يتعلق بأقصى مدة للحيض، فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنها عشرة أيام، وهي الرواية المعتمدة عند الشافعية والمالكية. في حين يرى الحنابلة أن أكثر مدة هي خمسة عشر يومًا، استنادًا إلى تجارب النساء وأقوال الصحابة. وإذا استمر الدم أكثر من هذه المدة، فإن ما زاد يُعتبر استحاضة، ويجب على المرأة أن تغتسل وتصلي وتصوم كالمعتاد، مع اتخاذ الاحتياطات الصحية.
الحكمة من تحديد المدة
حدد الفقهاء هذه المدد استنادًا إلى التجربة، ومعرفة طبيعة النساء، ومراعاةً لما يترتب على الحيض من توقف عن العبادات. وقد راعى الإسلام الفروقات الطبيعية بين النساء، فاختُلفت الأقوال بين المذاهب لتوفير السعة والرحمة، لا التشديد.
تؤكد دار الإفتاء أن على المرأة أن تتابع عادتها الشهرية بدقة، وأن تميز بين دم الحيض ودم الاستحاضة، لا سيما إن كانت حديثة البلوغ أو في سنٍّ متقدمة. كما تنصح بعدم الاستعجال في اعتبار الدم حيضًا أو استحاضة إلا بعد الرجوع إلى مواصفات الدم ومدته.
خاتمة: فقه الحيض بين العبادة والرعاية
تظل أحكام الحيض من المسائل الدقيقة التي تمس حياة المرأة بشكل مباشر، وقد فصّل فيها الفقهاء مراعاةً للعبادات والطهارة. ومن المهم للنساء المسلمات أن يعلمن هذه الأحكام ويتعلمن التفرقة بينها، حمايةً لصلاتهن وصيامهن، وحرصًا على طهارتهن وفق ما جاء في الشريعة الإسلامية السمحة