ما حكم من فاته بعض التكبيرات مع الإمام في صلاة الجنازة؟.. دار الإفتاء توضح

مع تكرار مشهد صلاة الجنازة في المساجد، يواجه بعض المصلين موقفًا شائعًا: دخول الصلاة بعد فوات تكبيرة أو أكثر مع الإمام، ما يطرح تساؤلًا فقهياً مهمًا: ما الحكم في هذه الحالة؟ وهل يجوز للمصلي أن يُسلّم مع الإمام أم يجب عليه إكمال ما فاته من تكبيرات؟

رأي دار الإفتاء في هذه المسألة

في بيان رسمي، أكدت دار الإفتاء  أن من فاته بعض التكبيرات في صلاة الجنازة، عليه أن يُكمِل ما فاته من تكبيرات وأدعية بعد تسليم الإمام، وذلك وفقًا لما عليه جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة والحنفية.

وأوضحت أن صلاة الجنازة لا ركوع فيها ولا سجود، وإنما تقوم على أربع تكبيرات يُتبع كل منها بدعاء خاص، وبالتالي فإن الترتيب في التكبيرات ضروري، ويجب على من دخل متأخرًا أن يبدأ بتكبيرة الإحرام ثم يُكمل ما فاته بترتيبه الصحيح.

كيف تُكمل الصلاة بعد فوات بعض التكبيرات؟

تتضمن صلاة الجنازة أربع تكبيرات، تُقال على النحو التالي:
1. بعد التكبيرة الأولى: تُقرأ سورة الفاتحة.
2. بعد التكبيرة الثانية: تُقال الصلاة الإبراهيمية.
3. بعد التكبيرة الثالثة: يُدعى للميت.
4. بعد التكبيرة الرابعة: يُدعى لعموم المسلمين، ثم يُسلَّم.

فمن فاته مثلًا التكبيرتان الأولى والثانية، فعليه بعد تسليم الإمام أن يُكبّر، ويقرأ الفاتحة، ثم يُكبّر ثانية ويصلي على النبي، ثم يُكبّر الثالثة للدعاء للميت، ويُكبّر الرابعة ثم يُسلّم.

آراء المذاهب الأربعة
• الشافعية والحنابلة: يؤكدون وجوب إتمام التكبيرات على الترتيب بعد تسليم الإمام.
• الحنفية: يرون أنه يُكمِل ما فاته فقط دون إعادة ما أدركه.
• المالكية: يجيزون الإكمال، ولكن لا يُوجبونه، ويُجيزون التسليم مع الإمام.

أجمعت دار الإفتاء وجمهور العلماء على أن الأفضل للمصلي المتأخر أن يُكمل ما فاته من تكبيرات، التزامًا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا لشعيرة صلاة الجنازة. فصلاة الجنازة، رغم بساطتها، تحمل ثوابًا عظيمًا وتكريمًا للموتى، ويستحب للمسلم أداؤها على أكمل وجه.

أجر من يصلي الجنازة : 
. ⁠1. ينال أجر قيراط من الحسنات:
• قال النبي ﷺ: “من صلى على جنازة فله قيراط”، وهو أجر عظيم.
2. إذا تبع الجنازة حتى الدفن، فله قيراطان:
• أي ما يعادل أجر جبلين من الحسنات، كما في الحديث: “كل قيراط مثل أحد”.
3. شفاعة للمُتوفى:
• إذا صلى على الجنازة أربعون رجلًا لا يشركون بالله، يُشفعهم الله فيه.
4. سبب لمغفرة الذنوب:
• يُرجى لمن صلى على الجنازة أن تُكفر عنه ذنوبه بفضل المشاركة في هذه العبادة.
5. مواساة لأهل الميت:
• تُعد مشاركة في تخفيف المصاب وإظهار التآلف والتراحم في المجتمع.
6. إحياء لسنة نبوية عظيمة:
• صلاة الجنازة من السنن التي حافظ عليها النبي ﷺ وأمر بها.
7. تذكير بالموت والآخرة:
• حضور الجنازة يرقق القلب ويُحيي الوعي بقصر الدنيا والتهيؤ للقاء الله.
8. عبادة لا تحتاج إلى وضوء أو ركوع وسجود:
• تُيسر للمسلمين في كل وقت ومكان، ولا تأخذ وقتًا طويلًا.
9. فرصة عظيمة لمن فاته الأجر في عبادات أخرى:
• قد تكون سببًا في نيل درجات لا يُدركها الإنسان بعبادات أخرى