عاجل

حكم الزواج من أخت الزوجة بعد وفاتها مباشرة.. الإفتاء توضح الرأي الشرعي

زواج الرجل من أخت
زواج الرجل من أخت زوجته

يثور تساؤل شائع في المجتمعات الإسلامية حول مدى جواز زواج الرجل من أخت زوجته بعد وفاتها مباشرة، وهو سؤال يتكرر كثيرًا في الأوساط الاجتماعية والشرعية، خاصة في ظل الرغبة في الحفاظ على الأبناء أو الروابط العائلية. فما هو الحكم الشرعي في هذه الحالة؟ وما رأي دار الإفتاء ؟

الزواج من أخت الزوجة بعد الوفاة: جائز شرعًا

أوضحت دار الإفتاء  أن الزواج من أخت الزوجة المتوفاة جائز شرعًا ولا حرج فيه، بشرط أن تكون العلاقة الزوجية مع الأخت الأولى قد انتهت نهائيًا، سواء بوفاتها أو بالطلاق البائن، استنادًا إلى قوله تعالى في سورة النساء:

{وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 23].

فالتحريم في الآية يختص بجمع الأختين في عصمة رجل واحد في نفس الوقت، أما إذا توفيت الزوجة، فقد زال سبب التحريم، ويجوز للرجل أن يتزوج أختها بعد ذلك.

لا عدة على الرجل بعد وفاة زوجته

بيّنت دار الإفتاء أيضًا أن الرجل لا تجب عليه عدة بعد وفاة زوجته، وعليه فيجوز له الزواج مباشرة بعدها، سواء من أختها أو من غيرها، من غير توقيت شرعي يلزمه بالانتظار. فالعدة خاصة بالنساء، كما جاء في قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234].

آراء العلماء: اتفاق على الجواز واختلاف في التوقيت الأمثل

اتفق جمهور العلماء من المذاهب الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة) على أن الزواج من أخت الزوجة جائز بعد وفاة الزوجة أو طلاقها البائن، بشرط عدم الجمع بين الأختين في عصمة رجل واحد، لما في ذلك من مخالفة صريحة لقوله تعالى:{وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ}.

وهذا يعني أن المنع يزول بزوال العلاقة الأولى تمامًا، سواء بالموت أو الطلاق الذي لا رجعة فيه.

الحنفية:يرون أن الزواج من أخت الزوجة المتوفاة جائز فورًا بعد الوفاة، إذ لا عدة على الرجل، والتحريم مرتبط فقط بوجود الأختين معًا في العصمة.

المالكية:يؤيدون نفس الرأي، لكنهم يشددون على ضرورة مراعاة الأعراف والعادات، خصوصًا إذا كان الزواج في فترة قريبة من الوفاة، ويرون أن التبكير قد يكون مثيرًا للريبة أو الجدل الاجتماعي.

الشافعية: يقرون بجواز الزواج شرعًا، لكنهم ينصحون بالتأخير احترامًا لمشاعر أهل الزوجة المتوفاة، ويعتبرون أن ذلك من باب حسن التصرف والخلق، لا من باب التحريم.

الحنابلة: يتفقون مع بقية المذاهب في الجواز، مع إبراز الجانب الأخلاقي والاجتماعي، ويرون أن تقديم العزاء والحداد لفترة مناسبة أولى قبل الدخول في خطوة الزواج، خصوصًا من أخت المتوفاة. 

البعد الإنساني والاجتماعي.. مراعاة المشاعر أمر ضروري

رغم الجواز الشرعي، نبهت دار الإفتاء إلى أهمية مراعاة البعد الإنساني والاجتماعي في مثل هذه الحالات، فالتعجل في الزواج – خصوصًا من أخت الزوجة – قد يسبب صدمة نفسية لأهل المتوفاة أو لأبنائها.

وأوصت بالتريث والتفكير المتأني، وعدم اتخاذ مثل هذا القرار في وقت العزاء أو الحزن، احترامًا لمشاعر الأسرة والمجتمع، لأن الحكمة جزء من الشريعة، والمواقف الأسرية الحساسة تتطلب بصيرة ورحمة قبل الفعل

تم نسخ الرابط