ما علاقة اللباس بالقيم والحياء؟.. دار الإفتاء تشرح فلسفة الملبس في الإسلام

الملبس ليس مجرد غطاء بل عنوان للأخلاق والهوية في منشور رسمي عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، قدّمت دار الإفتاء المصرية رؤية إسلامية عميقة حول فلسفة اللباس، موضحة أن الملبس في الإسلام ليس مجرد غطاء للجسد، بل هو انعكاس للخلق، وراية مروءة، ودليل واضح على الانتماء لمنظومة القيم التي ميّز الله بها أمة الإسلام.
وقالت: "الملبس يعكس طبيعة المسلم، ويعبّر عن قيمه الدينية والأخلاقية. فالإنسان الذي يلبس بوقار يُظهِر احترامه لنفسه وللآخرين، مما يجعله قدوة في مجتمعه."
القرآن الكريم يرسم علاقة واضحة بين الستر والتقوى
استشهدت دار الإفتاء بالآية الكريمة:
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ}
[سورة الأعراف: 26]، لتؤكد أن الستر نعمة من الله، وأن لباس التقوى هو الزينة الحقيقية.
فالملبس في الإسلام يحمل بُعدًا معنويًا وروحيًا، لأنه لا يقتصر على الشكل الظاهري فحسب، بل هو ترجمان لما في النفس من تقوى وحياء، ولسان ناطق بمكارم الأخلاق.
وفي هذا الإطار، قالت دار الإفتاء: "الملبس في الإسلام ليس غطاءً فقط، بل هو زينة للروح، ويعبر عن نقاء النفس وصدق الإيمان."
هيئة المسلم مرآة لقلبه وضميره
أوضحت دار الإفتاء أن الإسلام يربط بين الظاهر والباطن، حيث أن مظهر الإنسان المؤمن يجب أن يكون انعكاسًا لنقاء جوهره.
فالملبس لا يعكس مجرد المظهر الخارجي، بل هو مؤشر واضح على ما يضمره الإنسان في قلبه. "إذا كان القلب طاهرًا، سيكون الملبس متواضعًا ومناسبًا"، كما قالت دار الإفتاء في تعليقها.
وبذلك، لا يُرى المسلم إلا كريمًا، ولا يُؤخذ عليه مأخذ في ذوق أو سلوك.
فاللباس وسيلة تواصل صامتة تعكس إيمان الشخص وتُظهر عفافه وسكينته، مما يساهم في نشر القيم الإسلامية في المجتمع.
رسالة دعوية: تمسّكوا بالحياء واعتزوا بالهوية
في ختام منشورها، وجّهت دار الإفتاء رسالة توعوية للمسلمين أكدت فيها على أهمية الوقار في الملبس، السمو في الذوق، والاعتزاز بالهوية الإسلامية.
دعت المسلمين إلى التمسك بقيم الحياء والاحتشام في زمنٍ تداخلت فيه المفاهيم، وتزاحمت فيه المظاهر، وتبدّلت فيه المعايير.
وقالت: "الحياء شعبة من الإيمان، والاحتشام درع للكرامة، ومظهر من مظاهر التقوى، ووسيلة لعفاف النفس واستقرارها في هذا العصر الذي تتسارع فيه العولمة، وتنقلب فيه القيم."
وأضافت: "الإنسان الذي يتمسك بهويته الإسلامية لا يرضى إلا بملابس تحترم مكانته الدينية والاجتماعية، وتحافظ على كرامته."
الملابس والهوية الإسلامية: طابع مميز في المجتمع
أشارت دار الإفتاء إلى أن الحفاظ على الهوية الإسلامية في اللباس ليس مجرد تقليد، بل هو جزء من تكريم النفس واحترام الدين.
وأكدت أن الاحتشام لا يقتصر على النساء فقط، بل يشمل الجميع من رجال ونساء، ويعد علامة بارزة للمسلم الذي يحترم تعاليم دينه.
وأوضحت أن اللباس يعكس التوازن بين التواضع والجمال، ويجب أن يتماشى مع القيم الروحية والأخلاقية، فلا يكون مُبالغًا فيه ولا مبتذلًا، بل متوازنًا ومحترمًا.
اللباس وسيلة للتعبير عن الإيمان والأخلاق
في ختام منشورها، أكدت دار الإفتاء أن الملابس في الإسلام ليست فقط من أجل الستر، بل هي وسيلة تعبير عن الإيمان، التقوى، والحياء.
وأضافت أن المسلم لا يُعرف فقط من خلال ما يعتقده أو يقوله، بل يُعرف أيضًا من خلال مظهره الذي يعكس شخصيته الأخلاقية والدينية.
وقالت دار الإفتاء: "لكم في ملبسكم رسالة، فاجعلوه يعكس ملامح إيمانكم وقيمكم."