عاجل

رحلة الإسراء والمعراج.. معجزة ربانية بالجسد والروح أم بالروح فقط؟

رحلة الإسراء والمعراج
رحلة الإسراء والمعراج

ذكرى الإسراء والمعراج، واحدة من أعظم معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ففي تلك الليلة العظيمة أُسرِي بالنبي من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، ومنها عُرِج به إلى السماوات العُلا، ليشهد آيات الله الكبرى. لكن السؤال الذي يتجدد دائمًا، هل كانت هذه رحلة الإسراء والمعراج بالروح فقط أم بالجسد والروح معًا؟

آراء العلماء حول الإسراء والمعراج

اتفق العلماء على حدوث رحلة الإسراء والمعراج، إلا أنهم اختلفوا في الكيفية. وهنا نعرض أبرز الآراء:

ـ الإسراء والمعراج بالجسد والروح معًا، حيث أكد جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة، كالشافعية والحنابلة وغيرهم، أن الرحلة كانت بالجسد والروح في حالة يقظة.

واستدلوا بقول الله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا" [الإسراء: 1]، حيث يشير لفظ "عبده" إلى الجسد والروح معًا.

كما استدلوا بالأحاديث الصحيحة التي وصفت مشاهدات النبي صلى الله عليه وسلم، مثل لقائه بالأنبياء ووصوله إلى سدرة المنتهى.

الإسراء والمعراج بالروح فقط (رؤيا منامية)

يرى بعض العلماء أن الرحلة كانت بالروح فقط في صورة رؤيا منامية، مستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "بينما أنا نائم".

الرأي الراجح في رحلة الإسراء والمعراج 

اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء والمعراج كانا بالجسد والروح معًا، استنادًا إلى النصوص القرآنية والأحاديث الصحيحة التي وصفت تفاصيل الرحلة بدقة.

احاديث نبوية تؤكد رحلة الإسراء والمعراج

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ في الْحِجْرِ فَجَلاَ اللهُ لي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ".

حديث البراق: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ... ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ".
الحكمة من إسراء النبي إلى المسجد الأقصى قبل العروج

إظهار الحق حيث كانت رحلة الإسراء تحديًا لكفار قريش؛ إذ وصف النبي بيت المقدس بدقة رغم أنه لم يره من قبل.

الإشارة إلى القدس ، حيث أن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى أن العروج من المسجد الأقصى يربط بين الأرض المقدسة والسماء.

لماذا لم تكن الرحلة على أجنحة الملائكة؟

اختيار البراق كوسيلة لرحلة الإسراء والمعراج يحمل رمزية عظيمة، فقد أراد الله أن يظهر معجزة تُعظِّم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث حُفَّت الرحلة بحفاوة الملائكة، فجعل جبريل عليه السلام يمسك بالركاب وميكائيل عليه السلام بالزمام، في تكريم لم يسبق لأي مخلوق.
 

تم نسخ الرابط