المسجد الأقصى في القرآن .. منزلته وسر ارتباطه بـ 27 رجب
المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثاني المسجدين، فقد كان ثاني مسجد بُني في الأرض بعد الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
جاء عن أَبِي ذَرٍّ، قال:"قُلْتُ يَا رسول الله: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ" وَفِي حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ "ثُمَّ حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّهِ فإنَّ الفَضلَ فِيهِ". (متفق عليه)
ومع ارتباط ذكرى الإسراء والمعراج السابع والعشرين من شهر رجب بـ المسجد الأقصى نرصد أبرز معالم أولى القبلتين وثالث الحرمين.
سر تسمية المسجد الأقصى
الأقصى تعني حرفياً الأبعد، وتسمية المسجد الأقصى تعني المسجد الأبعد عن مكة المكرمة زمن تنزل الوحي على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
وكلمة الأقصى في اللغة قد تأخذ بعد مكانة إضافة إلى بُعد المكان وبهذا يكون المسجد الأقصى هو المسجد صاحب المكانة المقدسة.
وذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم بقوله تعالى : "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (سورة الإسراء: 1)
حدود المسجد الأقصى
المسجد الأقصى اسم لكل ما شمله سور المسجد من مبانٍ مسقوفة من مُصلَّيات وقباب وأروقة، أو ساحات مكشوفة، مبلّطة وترابيّة، واسبلة وابار حيث تبلغ مساحته 144 دونم و100 متر مربع (الدونم 1000 متر مربع).
دلَّ على ذلك إقرار سنة النَّبيّ صلّى الله عليه وسلم التَّقريريّة، فإنَّه لمَّا أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كان للمسجد سور وأبواب، ولم ينقل عنه صلّى الله عليه وسلّم تغيير تلك الحدود. وعلى ذلك انعقد إجماع الصَّحابة رضي الله عنهم لمَّا جاءوا فاتحين بقيادة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وتتكون أرض المسجد الأقصى من جبل في الوسط تقريبًا، أقرب إلى الغرب منه إلى الشرق، ورأس الجبل الصَّخرة المُشرَّفة، وحول الجبل من جهاته الأربع وديان يشتدُّ انحدارها في الجهة الجنوبية، ثمّ تقلُّ في الجهة الغربية، ثمّ الشَّرقية، ثم الشَّماليّة.
وحتى تتم الاستفادة من كامل مساحة المسجد فلا بدَّ من بناء ما يُسمّى (التّسويات)، وهي أروقة من شأنها أن تجعل ما فوقها ساحة مستوية تتصل بأرض المسجد المرتفعة، ويمكن استغلال تلك (الأروقة – التّسويات) بعدّة استخدامات، منها: مصليّات، وآبار لجمع المياه، وممرات توصل للأبواب المؤدية إلى خارج المسجد لمزيد من المعلومات
موقع المسجد الأقصى
يقع المسجد الأقصى في الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة في مدينة القدس ويشكل سدس مساحتها، ويضم المسجد كافة الساحات والمساجد والمصليات الواقعة فوق الأرض وتحت الأرض والمآذن والمصاطب والقباب والمدارس والأبنية والأروقة والمرافق والأبواب والأسوار المحيطة بالساحة المفتوحة للمسجد الأقصى من الجهات الأربع مع ما يرافقها من مرافق من باطن الأرض حتى عنان السماء، يقدر عدد المباني بمائتي أثر معماري من حقب إسلامية مختلفة.
فضل المسجد الأقصى
يتمتع المسجد الأقصى بمنزلة عظيمة ضمن مساجد ثلاث في كما ورد في الحديث الشريف، عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا." (صحيح مسلم).
