لماذا الإسراء والمعراج معجزة تتحدى العقل؟.. علي جمعة يكشف أسرارها العظيمة

الإسراء والمعراج حادثة استثنائية ومتفردة في التاريخ الإنساني، تشهد على عظمة القدرة الإلهية وتؤكد مكانة النبي محمد ﷺ بين الأنبياء.
فهي ليست مجرد واقعة تاريخية فحسب، بل هي معجزة تخطت حدود الزمن والمكان، لتثبت أن قوانين الطبيعة التي يعيش وفقها الإنسان لا تقف أمام قدرة الله عز وجل.
لماذا الإسراء والمعراج معجزة تتحدى العقل؟
في منشور مؤثر على صفحته الرسمية على فيسبوك، تناول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عظمة هذه المعجزة التي خص الله بها نبيه محمد ﷺ. وأشار إلى أن الإسراء يمثل انتقال النبي ﷺ بشكل لحظي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو انتقال وصفه بـ "المعجزة الزمانية والمكانية"، حيث تم اختصار المكان والزمان بقدرة الله عز وجل، في صورة لا يمكن تفسيرها وفق القوانين البشرية.
وأوضح الدكتور علي جمعة أن الإسراء والمعراج يجمع بين معجزتين إلهيتين: الأولى هي الإسراء، وهو انتقال مكاني خارق بسرعة تفوق الإدراك البشري، والثانية هي المعراج، وهو الصعود إلى السماوات العلى، حيث كشف الله عز وجل لنبيه محمد ﷺ من آياته الكبرى، ليصبح علم الغيب علم شهادة، مشيرًا إلى أن هذه الحادثة تمثل تجلية لعظمة العلاقة بين الله ورسله.
كما أكد أن المعجزة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تتجلى في وصف النبي ﷺ للمسجد الأقصى بدقة عند سؤاله من قِبل المشركين في مكة. ففي لحظة إلهية، كشف الله للنبي ﷺ المسجد الأقصى رؤية العين، ليصفه لهم بكل تفاصيله، وهذا ما جعلهم يعجزون عن نفي وقوع هذه الحادثة.
وتطرق الدكتور علي جمعة إلى موقف الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي جسّد الإيمان العميق بمعجزة الإسراء والمعراج، عندما قال: "إني لأصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء", فقد أدرك الصديق أن هذه الحادثة ليست غريبة على من يتلقى الوحي ويتصل بالملأ الأعلى.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن القدرة الإلهية لا تقف عند حدود إدراك البشر أو ما تتيحه التطورات العلمية. فحتى وإن استطاع الإنسان في عصرنا الحالي السفر لمسافات طويلة في أوقات قصيرة، فإن ما حدث في الإسراء والمعراج يظل معجزة لا يمكن مقارنتها بأي إنجاز بشري، حيث إن الأمر مرتبط مباشرة بالإرادة الإلهية.
وختم منشوره بتأكيد أن هذه الحادثة تجسد معاني التفرد الإلهي والعطاء الرباني للنبي محمد ﷺ، وأنها تظهر مدى ارتباط النبوة بالملأ الأعلى. الإسراء والمعراج ليست مجرد رحلة مدهشة، بل هي حدث يحمل رسائل ربانية عميقة تؤكد أن قوانين الزمان والمكان تذوب أمام قدرة الله عز وجل.
هذه المعجزة تظل شاهدًا خالدًا على التفرد الإلهي وعظمة النبي محمد ﷺ، وتدعونا دائمًا للتفكر في عظمة قدرة الله التي تفوق حدود عقولنا ومداركنا البشرية.