"هن لباس لكم".. فتوى الإفتاء المصرية تكشف سر العلاقة العميقة بين الزوجين

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى جديدة تُفسر المعنى العميق وراء قوله تعالى في سورة البقرة:﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة: 187]، حيث أجاب عن هذا التساؤل الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، مؤكدًا أن هذه الآية تُجسّد جوهر العلاقة الزوجية في الإسلام، بما تحمله من معاني الرحمة والمودة والسكن.
الزواج في الإسلام.. علاقة قائمة على الرحمة والمودة
في بيان فضيلة الدكتور شوقي علام، أوضحت دار الإفتاء أن الزواج في الإسلام ليس مجرد عقد اجتماعي، بل هو ميثاق غليظ قائم على السكينة والمودة، كما ورد في قوله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].
اللباس: رمز للعلاقة الحميمية والسكن والستر
فسر فضيلة المفتي السابق الآية بأن تشبيه الزوجين باللباس يحمل عدة معانٍ راقية:
- اللباس كناية عن القرب الجسدي والروحي، فالزوجان يتعانقان ويقتربان من بعضهما كما يلامس اللباس الجسد.
- اللباس رمز للستر؛ كل من الزوجين يستر الآخر من الوقوع في المحرمات، كما في الحديث الشريف: "من تزوج فقد أحرز ثلثي دينه".
- اللباس دلالة على الخصوصية؛ كما يختص الإنسان بلباسه، يختص كلا الزوجين ببعضهما.
- اللباس حماية وسَكن؛ فالزوجة توفر للرجل بيئة مستقرة آمنة، تمامًا كما يحمي اللباس الجسد من الحر والبرد.
رأي العلماء: معانٍ متعددة تجمع بين الجسد والروح
اعتمدت الفتوى على أقوال كبار المفسرين مثل الإمام الطبري والفخر الرازي، اللذين أشارا إلى أن هذه الآية الكريمة تربط بين الجسد والروح في العلاقة الزوجية، موضحين أن اللباس في القرآن لا يرمز فقط إلى التلاصق الجسدي، بل أيضًا إلى الأمان النفسي والسكن العاطفي الذي يجده كل طرف في الآخر.
خلاصة الفتوى: الزواج شراكة إنسانية راقية تستحق التأمل
أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيانها أن العلاقة بين الزوجين في الإسلام علاقة تكاملية، تُبنى على الاحترام والمودة، ولا مجال فيها للندية أو التسلط.
الزوج لباس لزوجته، وهي لباس له، بما يعنيه ذلك من ستر، وسكن، ومشاركة وجدانية وجسدية وإنسانية متكاملة.