عاجل

هل يجوز للمرأة السفر قبل انتهاء عدتها؟ دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

هل يجوز للمرأة السفر
هل يجوز للمرأة السفر قبل انتهاء عدتها؟ دار الإفتاء توضح

من الأحكام الدقيقة في الشريعة الإسلامية، ما يتعلق بـ"عدة الوفاة"، وهي الفترة التي تلزم المرأة بالجلوس في بيتها بعد وفاة زوجها، التزامًا بالأوامر الإلهية وتعظيمًا للرباط الزوجي حتى بعد انقطاعه بالموت. ولكن هل تُمنع المرأة منعًا باتًا من مغادرة منزلها في هذه الفترة؟ .. وماذا لو وجدت نفسها مضطرة للانتقال أو السفر لأمر لا يمكن تأجيله؟.

هذا هو جوهر السؤال الذي ورد إلى دار الإفتاء المصرية، والذي أجاب عليه فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، عضو هيئة كبار العلماء، ببيان فقهي دقيق وموزون يوازن بين النص الشرعي وروح الشريعة السمحة.

الضرورة تبيح السفر قبل انتهاء العدة.. ولكن بشروط

أكد الدكتور علي جمعة أن الأصل في عدة المتوفى عنها زوجها أن تُقضى كاملة في بيت الزوجية، عملاً بالآية الكريمة:﴿ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234]؛ لكن الشريعة لا تُغلق باب التيسير في وجه المحتاجين، بل تفتح لهم أفق الرحمة والواقعية، فتجيز الخروج من بيت العدة عند الحاجة أو الضرورة، ومنها:

الخوف من فوات رفقة السفر.
عدم وجود مرافق موثوق تسافر معه المرأة لاحقًا.
وجود ترتيبات سفر محددة لا يمكن تأجيلها.
أمور تتعلق بالإقامة الدائمة أو العلاج أو العيش الآمن.

 الإسلام يراعي ظروف الناس

وأوضح المفتي السابق، أن أحكام الشريعة مبنية على مراعاة المقاصد، وليس فقط مجرد الحرفية في التطبيق. فالفقهاء أقرّوا أن الضرورات تُقدّر بقدرها، ولا يضيق الشرع على من اضطرته الظروف للخروج عن الأصل. وفي مثل هذه الحالة، لا تكون المرأة آثمة إذا سافرت قبل انتهاء عدتها، بل مأجورة بنيتها وإصرارها على الاستئذان الشرعي والسؤال قبل اتخاذ القرار.

ونصحت دار الإفتاء المصرية من تتعرض لمثل هذا الموقف، بما يلي:

1. النية الصادقة بعدم التهاون في أحكام الشرع.
2. استشارة أهل العلم في كل حالة ضرورة.
3. الالتزام بأدب العدة من عدم الزينة، والامتناع عن الزواج طوال هذه الفترة.


4. تقدير ظروف السفر وعدم التوسع في مفهوم الضرورة إلا بميزان الحاجة الحقيقية.

وبناءً على فتوى الأستاذ الدكتور علي جمعة، ودار الإفتاء المصرية، فإن سفر المرأة قبل انتهاء عدتها جائز شرعًا في حالات الضرورة، خصوصًا إذا كان السفر للإقامة، ومع عدم إمكانية تأجيله أو الانفراد به. وتظل المرأة ملتزمة بأحكام العدة ما استطاعت، ويكفيها أنها سألت عن حكم الله وأخلصت النية.

تم نسخ الرابط