حكم التحرش بالمرأة وما هي عقاب المتحرش يوم القيامة؟.. الإفتاء تجيب

في ظل تصاعد شكاوى النساء من التعرض للإيذاء في الشوارع والأماكن العامة، أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا شرعيًا واضحًا يحرّم هذا السلوك بشكل قاطع، مؤكدة أن الإسلام كرم المرأة وحمى حقوقها، وجعل التعرض لها أذى كبيرًا تُحاسب عليه الشريعة الإسلامية.
وجاء الرد الرسمي على هذا السلوك ضمن فتوى من الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، والذي أكد أن المرأة في الإسلام لها مكانة رفيعة وحقوق مُصانة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال المساس بها أو التقليل من شأنها.
المرأة في الإسلام.. مكانة عظيمة وحقوق واضحة
أكد الدكتور شوقي علام أن المرأة هي أنفس الأعراض، وأن الشريعة الإسلامية قد بوأتها منزلةً عالية، مساوية للرجل في الإنسانية والدور المجتمعي، بل وجعلها أساس بناء الأسرة والمجتمع، فهي "نصف المجتمع وتلد النصف الآخر".
وأشار إلى أن الإسلام راعى طبيعة المرأة الجسدية واحتياجاتها، فأمر بالرحمة بها، والإحسان إليها، وتقديم حقوقها على غيرها، امتثالًا لتوجيهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
معاملة النساء.. معيار حقيقي للإيمان وحسن الخلق
استشهد فضيلة المفتي السابق بعدة أحاديث نبوية شريفة تؤكد أن خيرية الرجل تُقاس بحسن تعامله مع النساء، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» – رواه الترمذي وابن حبان.
كما ورد عن النبي دعاؤه:
«اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة» – رواه النسائي وابن ماجه، وهو دعاء يحمل دلالة قوية على وجوب احترام المرأة وعدم ظلمها أو إيذائها بأي شكل من الأشكال.
التحرش والمساس بالمرأة محرم حتى بالنظر
تؤكد الفتوى أن الإسلام حرّم حتى النظر إلى المرأة بشهوة، فكيف بالأذى الجسدي أو اللفظي؟ وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله:
«لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خيرٌ له من أن يمس امرأة لا تحل له» – رواه الطبراني والروياني.
كما شددت السنة النبوية على حرمة الزحام الجسدي المتعمد، حيث جاء في حديث شريف: «لزحام رجل خنزيرًا متلطخًا بطين خيرٌ له من أن يزاحم منكبه منكب امرأة لا تحل له» – رواه الطبراني.
حتى النظر والكلام قد يرقى لمرتبة الزنا
أوضح الدكتور شوقي علام أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر من أن الجارحة التي تؤذي المرأة ولو بنظرة أو كلمة تقع في إثم الزنا المجازي، إذ قال: «العينان تزنيان، واليدان تزنيان، واللسان يزني...» – رواه الإمام أحمد، وهذا تأكيد خطير على أن الأذى قد يبدأ بنظرة وينتهي بإثم كبير.
لا يجوز شرعًا التعرض للنساء بأي نوع من الأذى
بناءً على ما ورد في هذه الفتوى، تؤكد دار الإفتاء المصرية أن التعرض للنساء بالأذى اللفظي أو الجسدي أو بالنظرات محرّم شرعًا تحريمًا قاطعًا، وأن من يفعل ذلك يعرض نفسه لسخط الله وللوقوع في الإثم.
ويجب على المجتمع أن يعيد الاعتبار لمكانة المرأة، ويحميها، ويمنع كل أشكال التحرش أو التعدي أو الإيذاء، تأسّيًا بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العالية.