هل تنتهي نفقة العدة بإسقاط الحمل؟.. فتوى قديمة لدار الإفتاء المصرية تحسم الجدل

كشفت فتوى نادرة أصدرتها دار الإفتاء المصرية عام 1948، عن حكم انتهاء نفقة العدة للمطلقة إذا أسقطت جنينها، وهو ما أجاب عليه فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف، مفتي الديار المصرية آنذاك، في واحدة من القضايا التي أُثير حولها الكثير من الجدل، خاصةً في حالات الطلاق المصحوب بالحمل.
قصة واقعية وراء الفتوى:
تدور الفتوى حول سيدة طلّقت طلاقًا بائنًا لا رجعة فيه في مارس 1948، وأقرّت بنفسها كتابةً أنها حامل من زوجها السابق. تأكيد الحمل لم يكن منها فقط، بل أيدته والدتها في خطاب رسمي ذكرت فيه أن ابنتها عُرضت على طبيب وأكد الحمل.
وبناءً على ذلك، تم الاتفاق الودي على نفقة شهرية قدرها ثلاثة جنيهات تُدفع حتى نهاية العدة، والتي قُدرت بسنة كاملة على اعتبار وجود حمل. لكن المفاجأة كانت في إقرار المطلقة في أكتوبر بأنها أسقطت الجنين في سبتمبر، مؤكدةً أنه كان كامل الخلقة وحددت نوعه بأنه ذكر، وصرّحت بذلك في مجالس عدة.
رأي دار الإفتاء المصرية: متى تنقضي العدة وتسقط النفقة؟
في رده الواضح، قال الشيخ حسنين محمد مخلوف: "إذا كان الأمر كما ذكر بالسؤال؛ فبإسقاط هذه المطلقة جنينًا متكامل الخلقة، تنقضي عدتها من مطلقها المذكور، ولا نفقة لها عليه بعد انقضاء عدتها".
ما معنى "كامل الخلقة"؟
في الفقه الإسلامي، يُعد الجنين مكتمل الخلقة إذا ظهرت عليه العلامات البشرية الواضحة مثل الرأس واليدين والقدمين، حتى لو لم يكن قد تم له أربعون يومًا. فإذا ثبت ذلك بالإقرار أو الشهادة أو المعاينة، فإن العدة تنتهي بإسقاطه، وتسقط معها النفقة المخصصة للعدة.
متى تستحق المطلقة نفقة العدة؟ ومتى تسقط؟
تستحق المطلقة نفقة العدة إذا كانت في فترة العدة سواء بسبب الطلاق الرجعي أو البائن مع وجود حمل.
تسقط النفقة بعد انقضاء العدة، سواء بانتهاء المدة أو بسقوط الحمل الكامل الخلقة الذي يُنهي العدة فورًا.
دار الإفتاء توضح: كل حالة لها ظروفها
هذه الفتوى تبرز حرص دار الإفتاء المصرية على تفصيل الأحكام حسب الملابسات الدقيقة لكل حالة، وتوضح أن العدّة ليست مدة ثابتة دائمًا، بل قد تنتهي قبل إتمامها إذا وُجد سبب شرعي كإسقاط الجنين كامل الخلقة.
الفتوى تحسم المسألة بوضوح: نعم، تنتهي نفقة العدة إذا أسقطت المطلقة جنينًا كامل الخلقة، وبالتالي لا يحق لها المطالبة بأي نفقة عن المدة المتبقية بعد ذلك.